“بورن الطعام”: ما الذي نشتهيه بالضبط في صور الأكل؟

“بورن الطعام”: ما الذي نشتهيه بالضبط في صور الأكل؟

صناعة المحتوى المتعلق بالطعام، كانت وما تزال محورا أساسيا في الترفيه المرئي، من أقسام الطعام في الجرائد، مرورا بكتب الطبخ التي يصدرها الشيفات المحترفون، وبرامج التلفزين اللانهائية، التي توّجت بقنوات خاصة بالطبخ، تبثّ برامجها بشكل متواصل؛ وصولا إلى المساحة الشاسعة، التي يقدمها الإنترنت، من وصفات وتجارب ومقارنات متغايرة الأهداف والطول، لكنها تقوم على بناء واحد، مع تعزيز النزعة الاستعراضية في الطعام، لجلب الأعين والانتباه.

لطالما كان الطعام أحد الوسائل المهمة والجوهرية، في التعرّف على ثقافة أي بلد، فبإمكاننا الاطلاع على التاريخ والهويات الثقافية لأمكنة متعددة، عن طريق الاكلات المشهورة فيها. أما انتشار أكلات مثل البرغر  وثقافة “الفاست فود”؛ أو حتى الكشري، بمكوناته البسيطة، فهو أمر كاشف لطبيعة ووضع الاقتصاد والمجتمع في حقبتنا التاريخية.

إلا أن ظاهرة الأكل على الإنترنت باتت مثيرة لكثير من الجدل، وربما القلق، ليس لأنها من أكثر الظواهر انتشارا وتحقيقا للمشاهدات على الاطلاق، فقد كان من الممكن توقّع ذلك منذ البداية، بل لأن هناك شيئا ما تغيّر على الإنترنت: الموضوع لم يعد تعليميّا أو ثقافيا، مثلما كان الوضع في برامج الطعام التلفزيونية، وإنما شكلا من الأداء، يفضّل البعض تسميته “إباحية الطعام” Food porn، الذي تتخذ فيه “الشراهة” أبعادا غير مسبوقة، ليس من ناحية حب الأكل نفسه، بل حب استعراضه، والأغرب استعراض التهامه واستهلاكه. فما معنى “الشراهة” و”الإباحية” حقا هنا؟ هل أصبحنا نستمتع بصورة الطعام أكثر من الطعام نفسه؟ وما الممتع حقا في رؤية شابة أو شاب يلتهمان الطعام بتلذذ؟   

الطبق البورنوغرافي: كيف تُصنع شهوتنا للطعام؟

تنتشر تسجيلات مصورة عن مطعم “أبو طارق” الشهير، وسط القاهرة، يصوّرها، بشكل شبه حصري، سيّاح أجانب، وهم يشاهدون كيف يُصنع طبق الكشري أمامهم من الصفر. يتم تقديم المكونات بشكل منفرد: يوضع العدس على الأرز، ثم تضاف الصلصة، ثم البصل، وأخيرا الحُمّص.

يُؤدّى هذا الطقس بشكل يومي عده مرات، مع كل زائر أجنبي، يتحدّث بلغه غير العربية، مع إشارات بسيطة، وجمل محفوظه بالإنجليزية من النادل، حول مكونات الطبق. يتحّول هذا الطقس “الشعبي” تدريجيا إلى استعراض على السوشال ميديا. حتى الكشري و”أبو طارق” دخلوا عالم الاستعراض ولفت الانتباه. كيف وصلنا إلى هنا؟ 

ترى كارول م. كونيهان، في كتابها “أنثروبولوجيا الطعام والجسد”، أن العلاقة بين الطعام والجسد تتوسطها الثقافة. تكتب: “إن معاني الطعام والجسد ليست ثابتة، بل يتم بناؤها من خلال التفاعل الاجتماعي والممارسات الثقافية“. وهذا يعني أن الطريقة التي نفكّر بها في الطعام  تتشكّل من خلال ثقافتنا.

يرتبط الطعام بعلاقات ثقافية وبيولوجية عميقة، إذ لا يمكن فصل الإنسان عن موروثه الاجتماعي والاقتصادي، فيما يتعلّق بطقوسه ورغباته تجاه الأكل. ولكن مع إعطاء الإنترنت للأفراد إمكانية كبيرة للوصول إلى المعلومة والصورة، أصبحت تلك العلاقات تتشكّل بتأثيرات أبعد من الدائرة المحلية، وتعبر المحيطات، أو بالأحرى تعبر تأثيراتها، كل الحواجز الاجتماعية والثقافية والطبقية، وما على الفرد سوى الاستهلاك، بالعين أولا وأساسا، ومن ثمّ تأتي بقية الحواس.

تهتم الاعلانات التسويقية للمطاعم والعلامات التجارية بتجميل أشكال أطباقها وأطعمتها بشكل مبالغ به، وتدرس الوجبات من زوايا متعددة: اللون والحجم والإضاءة. وتعامل الوجبة كما يُعامل الموديل، فتسلّط الأضواء عليها من زوايا معينة، وتظهرها بقياسات مختلفة. وكل ذلك يبدأ من العين.

في الوجبات المخصصة للإعلان، قد تُستخدم أحيانا مكونات مغايرة لمكونات الوجبات الفعلية، لإبراز مدى جمالية  الطبق. فمثلا عند تصوير إعلان آيس كريم، نفاجأ بأن الملعقة في الواقع تسبح في طبق من  البطاطا المهروسة، بدلا من ايس كريم حقيقي، وذلك حتى لا يذوب خلال التصوير؛ أما الساندوتشات فتُرش محسّنات لونية على أرغفتها، وتوضع حشوات داخلية مزيّفة لها، لتُبرز حجما أضخم من حجمها الحقيقي؛ فيما “المابل سيرب” السائل على “البان كيك”، قد يكون زيتا لا أكثر.

تُعرض الأطعمة إذن باعتبارها سلعة مجمّلة، مهمتها صناعة الرغبة. وعندما تُصنع الرغبة، بتقديم رمز ما، يحدث الارتباط بينه وبين المشاهد، الذي يشعر لحظتها أن قيمة ومكانة حياته وفرديته ستتحسن بحصوله على تلك السلعة، وبالتالي يشتهيها، ومن ثم يشتريها إذ استطاع إلى ذلك سبيلا.

إلا أن الموضوع لا يقتصر على الدعاية والترويج لأطعمة يمكن شراؤها، بل باتت الصور والتسجيلات البصرية في حد ذاتها صناعة، قد يمكن وصفها بـ”صناعة الطبق البورنوغرافي”، وتشبيها بصناعة البورنوغرافيا الجنسية.

ظهر مصطلح Food porn في ثمانيات القرن الماضي، واستمر في الانتشار، عبر النقد الثقافي ودراساته، مع تطور مطاعم الوجبات السريعة وثقافتها، إلى أن تمت إعادة استخدامه لوصف “صنّاع محتوى الأطعمة”، الذين تنتشر حساباتهم بالآلاف، خاصة على منصات مثل أنستغرام وتيك توك.

يتميّز تقديم الأكل على تلك المنصات، باستغراق مُوجّه وتحديقة شهوانية، تسبب الاستثارة عبر طرق معينة، تشبه الأدوات الإخراجية في فيلم إباحي؛ ولا يخلو أداء من يلتهمون الطعام من فعل حسّي مبالغ به، عبر أصوات المضغ والابتلاع، وايماءات الوجوه، في محاولة لإيصال إحساسات متنوّعة من اللذة، وتماما مثل الأفلام الإباحية، ما قد يراه البعض مقرفا أو مبالغا فيه، يراه آخرون مثيرا إلى أقصى الحدود.

بهذه الطريقة، تقوم إباحية الطعام والجسد بتجسيدٍ محدد ومركّز على نمط معيّن من الأداء، مما يخلق متعة موازية لمتعة الأكل والجنس نفسيهما، وفي الممارسة الجنسية، كما في الطعام، هنالك من يفضّلون مشاهدة المواد الإباحية على الدخول في “علاقة”، لها جانبها الثقافي والتواصلي، سواء مع شريك/شركاء جنسيين، أو عبر عملية الطهو ومشاركة الطعام والاستماع به.  

لعنة الموكبانغ: هل تدفعنا العزلة إلى أكل كل شيء؟

هناك ظاهرة منتشرة، يمكن تحديد بدايتها على الإنترنت بالتزامن مع ظهور “الفود بلوغرز”، وهي الموكبانغ Mok-Bang، أي الفيديوهات، التي يقوم فيها المؤدي بأكل كميات غير معقوله من الطعام. أحيانا يتحدث بأمور متنوعة ومختلفة؛ وأحيانا ينفّذ تحدّيا أو رهانا مع آخرين، وتوجد أيضا أنواع من الموكبانغ، لا يفعل فيها المؤدي شيئا سوى الأكل، وإصدار الأصوات، والتلذذ، واستعراض ما يمكن أكله في جلسه واحدة، أو أحيانا في قضمة واحدة.

يرى البعض أن هذه الظاهرة انطلقت عام 2009 من كوريا الجنوبية، حيث ظهر ما عًرف آنذاك بـ”دي جي الطعام”، وهو شخص ينسّق كميات كبيرة من الأطعمة، ليلتهمها شخص واحد، في بث مباشر، يتفاعل معه المشاهدون. ظلّت تلك المقاطع منتشرة بشكل محلي في كوريا الجنوبية، حتى أصدرت اليوتيوبر الأميركية تريشا بايتس، في عام 2015، تسجيلا شهيرا لها وهي تأكل، قالت فيه: “بما أني آكل الكب كيكس طوال اليوم، وجدت أنه من المسلي أن أفعل ذلك معكم على الكاميرا. أعلم أنه أمر غبي، ولكن من المثير للشفقة أن أفعل ذلك وحدي“.

ومن كوريا الجنوبية، حيث يعيش ما يقارب عشرة ملايين شخص وحيدين، إلى أميركا، حيث تُلتهم الأطعمة بالأعين أولا، كانت تلك الفيديوهات تحقق مشاهدات، تصل إلى مئات الملايين للمقطع الواحد.

على الرغم من المسافة الجسدية بين المشاركين والمشاهدين، تعمل مقاطع الموكبانغ على تعزيز الشعور بمجتمع ما، وشكل من الاتصال الاجتماعي. إذ يشارك المشاهدون أحيانا في محادثات مباشرة، أو يقومون بالتعليق والتفاعل، ويبنون علاقات افتراضية حول اهتماماتهم المشتركة بالطعام. يخلق جانب البث المباشر هذا إحساسا بالرفقة والخبرة المشتركة، ومن المحتمل أن يحارب مشاعر العزلة، خاصة بالنسبة للأفراد الذين قد يعانون من مشكلة في التفاعل الاجتماعي في المساحات المادية. وقد كانت فترة الحجر الصحي، إثر انتشار وباء كورونا، فترة ذهبية لانتشار محتوى الماكبانج، فكان من الكلمات المتصدّرة لسجلات البحث على غوغل آنذاك. إلا أن كل هذا لا يفسّر سبب الشراهة المبالغة بها في الأكل، والتهام كميات هائلة من الطعام.

يقدم الموكبانغ نافذة مثيرة للاهتمام على الثقافة الغذائية المعاصرة، وممارسات الاستهلاك المرئية، تجمع ما بين تجربتين إنسانيتين جوهريتين: الأكل والأداء. ومن خلال استهلاك كميات هائلة من الطعام، أثناء البث المباشر، يحوّل المشاركون ضرورة بيولوجية أساسية إلى مشهد اجتماعي.

ينحرف عنصر “الإفراط” و”الاستهلاك” عن المعايير الثقافية التقليدية المتعلقة بالوجبات، والتي غالبا ما يُنظر إليها على أنها تجمعات اجتماعية أو أنشطة خاصة. وهكذا يتحول الأمر إلى مشهد مثير للغاية، لا يمكن رؤيته بسهولة في الواقع “العادي”، ولذلك تعوّض العلاقة الافتراضية، مفرطة الاستعراضية؛ وكذلك مبالغات المؤدي في التهام الطعام، الحرمان الفيزيائي الذي تفرضه العزلة.

مع مراقبة جماليات الاستهلاك، وكيفية تناول الأطعمة بشكل مَرَضي، والأداء “المتحرر” من القيود الثقافية، ينشأ خيال جامح، يجعل المشاهد في مكان “الأكيل”، مما يشعره بالرضى البالغ، وتجاوز حدود عالمه. هناك من يشاهد فقط عندما يجوع، ليتخيّل الشبع؛ وهناك من يجوع عندما يشاهد؛ وهناك من يشاهد ليجوع.

الأطعمة في هذه الفيديوهات، عباره عن أداة لتفخيم الواقع، وجذب المشاهد، الأمر الذي يتجاوز مجرد فكرة الاكل الشره، إلى انعطافات حياتية وذاتية حادة، قد تصل إلى السوداوية والانهيارات النفسية والجسدية، كما حدث مع الفلوغر الشهير “نيكوكادو أفوكادو”،

بعض المؤدين يصلون إلى زوايا أكثر تطرفا، فهناك من يقوم بأكل أشياء غريبة، مثل الصابون، والطباشير، ومزيل العرق,، ومرطبات البشرة، والشرائط الاصقة, وأقلام الرصاص. ما يدفع فعلا إلى طرح أسئلة جديّة عن دوافع ذلك. وإذا كان الاضطراب النفسي هو ما يدفع المؤدي لأكل أشياء من هذا النوع، فلماذا تنتشر هذه التسجيلات بين ملايين المشاهدين؟

من أهم الحالات في هذا السياق، قصة عازف كمان محترف، وصل إلى درجة غير مسبوقة من الفوضى والانهيار في الأكل، مما دفع كثيرا من مشاهديه إلى نصحه بزيارة طبيب نفسي. إلا أنه بدلا من ذلك، زاد من حدة تطرفه في صنع المحتوى، ووصل به الأمر إلى كسر ضلع من أضلاعه، بعد أن ازداد وزنه بشكل غير مسبوق. واليوم يسمّي نفسه “disable person”،  ويروّج لمحتواه الغريب على موقع “أونلي فانز”، المختص بالأداءات الجنسية.

تتناقض الآراء والدراسات حول تأثير الموكبانغ على المشاهد، إلا أن المتفق عليه أنها تجربة تعتمد عناصر المبالغة والصدمة، وتبدو أقرب لنمط الإباحية العنيفة، وربما يمكن تفسير بعض أسباب انتشارها بالعوامل نفسها، التي تجعل ذلك النوع من الإباحية مثيرا لكثيرين. وبعيدا عن الإدانات الأخلاقية الاعتيادية، لا يوجد إجماع على وجود ضرر مباشر لذلك النوع من المحتوى الصادم.

مرآة الشبع: هل نحب الطعام أم ملتهميه؟

يُعرّف الشبع غير المباشر “Vicarious satiation” بأنه ظاهرة سيكولوجية، تؤدي إلى تقليل شعور الجوع لدينا، لدى مشاهدة شخص آخر يأكل، في ظروف معينة. وتوجد دراسات كثيرة لتفسيرها، بل وتستخدم أحيانا في الحميات الغذائية.  

هذه الظاهرة قد تفسر جزئيا سبب شغف كثيرين بفيديوهات الأكل المبالغ بها، فكما نتابع مباراة فريقنا المفضل، الذي يقوم لاعبوه بأداءات رياضية بارعة، لن نستطيع القيام بمثلها يوما، ما يمنحنا شعورا بالرضا والانتصار، فإن مشاهدة شخص يأكل كميات هائلة، وبأسلوب تعبيري مسلٍ، قد يعطينا كثيرا من الإشباع.

في مجال علم الأعصاب، نجد أبحاثا عما يُسمّى بـ”الخلايا المرآتية” Mirror neurons، أو العصبونات المرآتية، وهي خلايا عصبية، تُحَفز لدى مشاهدة أفعال معينة، نتمنى أو نتوقع أن نقوم بها يوما. ويؤكد باحثون أن مدى نشاط هذه الخلايا، عند مشاهدة الفعل، يكون هو ذاته عند القيام بالفعل نفسه، ولذلك سّميت ب،”المرآتية”. وضعت عدة نظريات، لتفسير الدور الوظيفي للعصبونات المرآتية، ودورها في الأفعال والمحاكاة وفهم النوايا والتعاطف. بل وأن بعض الباحثين يرون أن لها دورا أساسيا في تطور اللغة عند الإنسان.

ربما كانت عصبوناتنا المرآتية هي ما يجعلنا نشعر بنوع من الإشباع، عندما نشاهد فيديوهات التهام الطعام، ما يساعدنا على إنشاء نوع من العلاقة مع مؤديها، تتعزز بفضل متابعة حكاياتهم الشخصية، أو حتى التغير الظاهر على أجسامهم وصحتهم النفسية، والذي نكون شهودا عليه، بعد رحلة متابعة طويلة. إنها علاقة إنسانية غريبة بعض الشيء، ولكنها مفهومة إلى حد كبير.

نتوافق مع بعض المؤديين في عادات أكلهم، أو أسلوب أدائهم، وبالتالي يصبحون مفضّلين؛ ومن لا يتفقون مع ميولنا في الأكل يقصون من خوارزميات اهتمامنا. نشاهد تلك الفيديوهات كما نتأمل المعارض، مما يدخلها في خانة يتقاطع فيها الفن الأدائي والهواية وإشباع الضرورات البيولوجية.

إلا أن دراسة ذلك النوع من الفيديوهات بوصفها “فنا أدائيا” فحسب، قاصرة عن تفسير تعقيد الظاهرة، ومدى تأثيرها على ثقافتنا الغذائية، ومنظورنا الاجتماعي عن الطعام. ولعلها، مثل أي ظاهرة إشكالية أخرى، ستظل تثير كثيرا من الجدل السياسي والأخلاقي. وستجد كثيرين يحدثونك عن دور الرأسمالية، وانتشار الفردانية، والانجرار إلى خطيئة الشره، وألاعيب الشركات الكبرى، ومشاكل الاستهلاك والبيئة، وضياع الجيل الجديد. ولكن، في النهاية، يصعب إنكار أن “السليم” و”المتوازن” و”الصحي”، فيما يتعلق بالطعام أو غيره، كانوا دائما مفاهيم متبدّلة ومتغيرة، وميدانا لصراع اجتماعي، ولا يوجد “أصل صحيح” يمكن العودة إليه بثقة.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.
4 4 أصوات
تقييم المقالة
1 تعليق
أقدم
الأحدث الأكثر تقييم
Inline Feedbacks
مشاهدة كل التعليقات
اياد
1 شهر

فكرة أنه لايوجد أصل صحيح بل يوجد.. دراسة الانسان كحالة اجتماعية ضمن مجموعة ومحيط اجتماعي هي الأصل وتم ذكر هالناحية ضمن المقال أن الطعام جزء من ذاكرته هو العلاقة بممارسة التواصل الاجتماعي سواء ضمن المحيط الأول العائلة أو المحيط الاوسع ضمن المناسبات.. هذا الأصل في التعاطي والذي لايمكن فصل عامل السلعنة “Commodification” في تحويل الطعام كأغلب نواحي الحياة لسلع للبيع وتحويل القيمة لأرقام متابعة دون أي اعتبار للقيمة وذلك ما يجعل تفسير ظواهر متل “Food Porn؟ ظواهر مستحدثة رافقت انتشار العقلية المالية والرأسمالية في المعيرة والمعايرة.