صراعات الكاكاو: ما مشكلة الشيكولاتة بعيداً عن البيئة والأخلاق؟

صراعات الكاكاو: ما مشكلة الشيكولاتة بعيداً عن البيئة والأخلاق؟

منذ بداية هذا العام 2024 ارتفعت أسعار طن الكاكاو، في بورصة العقود المستقبلية بنيويورك، من أعلى رقم سجل للطن الواحد وهو أربعة آلاف دولار، لتصل للرقم الحالي، عند ما يقارب الأحد عشر ألف دولار، بنسبة مكاسب تصل إلى 185% خلال الربع الأول من هذه السنة فقط، ونسبة أرباح بمقدار 345% خلال اثني عشر شهرا فقط. هذه المكاسب تجعل الكاكاو، سواء داخل بورصة السلع، أو في العقود غير القابلة للتسليم، الرابح الأكبر فوق كل المؤشرات الأميركية الرائدة، مثل S&P 500 وNASDAQ، وحتى أكبر من أرباح العملة المشفّرة BITCOIN نفسها.

تأتي تلك المكاسب وسط حالة محمومة من المضاربات العالمية، على محصول ينخفض للموسم الثالث على التوالي، لأول مرة منذ ما يزيد عن خمسين عاما، ففي الساحل الغربي لإفريقيا، حيث ساحل العاج وغانا، اللتين تنتجان 65% من مجمل إنتاج الكاكاو في العالم، انخفض محصول نصف العام لديهما، وتحديدا في غانا انخفض إلى 25 ألف طن، مقارنة بالرقم الذي كان متوقعا، وهو 150 ألف طن، وفي ivory coast في ساحل العاج، انخفض المحصول، على أقل تقدير، بما يقارب 17%.

يعتقد المراقبون أن هذه الإنخفاضات لن تكون مؤقتة على الإطلاق، قد تتحسن بمقدار ضئيل، لكنها على الأرجح ستسوء خلال العقد القادم، لتصل إلى أرقام شديدة الانخفاض، وترتفع معها أسعار منتجات الشيكولاتة، لتصبح حكرا على الأثرياء فقط. وعلى الرغم من تلك التوقعات المتشائمة، إلا أن الشركات الرائدة في صناعة الشيكولاتة لم تزد من أسعارها كثيرا، إذ رفعت شركة Mondelez، المالكة لماركة Cadbury أسعار منتجاتها بنسبة 15% فقط، كذلك رفعت شركة Mars أسعارها بنسب تصل إلى 15%، وNestle بنسبة 9.5%. هذه الزيادات القليلة جاءت نتيجة انخفاض نسبة وجود المادة الخام في منتجات تلك الشركات من الأساس، وفي أحيان كثيرة، اضطرت الشركات لتخفيض نسبة الكاوكاو في منتجاتها، وتعويضها بعناصر أخرى أقل سعرا، مثل المكسرات وما شابه، لكن في المجمل، هذا الأمر لن يكون مستداما، وربما تتعرض تلك الشركات لخسائر، وتخفيض في نسب الإنتاج، بشكلٍ كبير في السنوات القادمة.

وعند السؤال عن أسباب هذا الانخفاض الكبير في المحصول، والارتفاع الجنوني في الأسعار، نجد أنفسنا أمام أجابة مشهورة للغاية، وهي “التغيُّر المناخي”، فظاهرة النينو El Nino المناخية، التي تحدث مرة كل ثلاث أو خمس سنوات، عادت العام الماضي مرة أخرى، بدون فارق زمني كبير عن سابقتها، فتسببت في انهمار كثيف للأمطار، تبعه جفاف وارتفاع كبير في درجات الحرارة، ما تسبب في انخفاض المحصول العالم بنسبة 11%، هذه الظاهرة تتبعها ظواهر أخرى، مثل الجفاف المنتشر في السواحل الافريقية الغربية، المتسبب في حالة من التصحر، تضرب أراضي المزارعين.

يقدّم الجميع إذن الإجابة نفسها: المشكلات المناخية هي السبب، لكن المدقق في الموضوع يجد أن المزارعين بدأوا بالتحوّل من زراعة أشجار الكاكاو إلى محاصيل محلية أخرى، بل وأحيانا إلى بيع أراضيهم للمنقبين عن الذهب، والتوقف عن الزراعة أصلا، وذلك لأسباب يريد الجميع السكوت عنها، وأهمها أن المزارعين لا يحصلون على مقابل مادي، يكفل لهم حياة آدمية أصلا، فنجد أن مايزيد عن 800 ألف مزارع في غانا، أي ما يزيد عن 90% من مزارعي الكاكاو في تلك الدولة، يتحصّلون على دولارين فقط، مقابل يوم عمل واحد.

وبينما تصل أسعار عقود الكاكاو إلى أرقام خيالية، لا يتحصّل المزارعون إلا على 6 إلى 7% من مجمل أرباح مبيعات الشيكولاتة، وتتحصل الشركات المنتجة على ما يقارب نصف الأرباح 45%، وتضيع باقي النسب في الشحن، وللحكومات والسياسيين في غرب أفريقيا، ما يُشكّل حالة فريدة من نوعها، يغرق فيها أهم ترس في الصناعة في أسوأ مستنقع ممكن.

تمتلك الشركات المنتجة مبررها لما يحدث، فهي تقول إن صناعة قالب الشيكولاتة هي اختراعها بالأساس، وناتج عمليات دعاية وإعلان مستمرة، منذ ما يزيد عن مئة عام. لكن كيف بدأت هذه الصناعة فعلا؟ ولماذا تتجه إلى تدمير نفسها بتدمير المزارعين ومورّدي المادة الخام؟ وهل مشكلة الشيكولاتة هي مشكلة أخلاقية فقط؟

تاريخ الشيكولاتة: كيف صار المقدّس وجبة المحاربين؟

يعود تاريخ صناعة الشيكولاتة إلى ما يزيد عن أربعة آلاف عام، وتنقسم الي ثلاثة محطات تحديدا:

المحطة الأولى، حضارات المايا والأزتك، إذ تتشارك المنطقة الجغرافية، الواقعة بين ساحل غربي إفريقيا وأميركا الوسطى، بمناخ وتضاريس متماثلة، ومناسبة لنمو أشجار الكاكاو، دون أي تدخّل من البشر تقريبا. ويعتقد مؤرخو تلك الفترة أن مشروب الشيكولاتة كان مشروبا دينيا، يحضر فقط في الطقوس، التي ورثها شعب المايا من الشعوب الأقدم منه، التي سكنت المنطقة، إذ كانت يُعتقد أن الإلهة أهدت البشر ثمرة الكاكاو، كي يتواصلوا معها، فكانت تُستخدم في طقوس الصلاة والعبادة والجنازات وحتى الأعياد، وأغلب الوقت علاجا. ورغم ذلك فإن استخدام تلك الحضارات للكاكاو في صناعة الشيكولاتة لم يكن شبيها بما نعرفه اليوم، فبذور الكاكاو كانت تطحن وتخلط بالماء والبهارات والفلفل الحار، وتقدّم للشرب. وبهذة الطريقة حصلت على اسمها أصلا، من كلمة “Xocoatl”، أي الماء المُرّ. أما الأزتك فقد آمنوا أن هذا المشروب الإلهي يمكنه أن يمنح الحكمة والقوة لشاربه، ومن شدة القدسية التي أسبغتها تلك الدياانات المحلية، أصبحت حبوب الكاكاو شكلا من أشكال العُملة، التي تمتلك قيمة تبادلية، إضافة الي قيمتها الاستعمالية، وهو ما ينقلنا إلى المحطة الثانية.

المحطة الثانية كانت عصر الكولونيالية، إذ يمكن القول إن أول أوروبي يتعامل مع بذور الكاكاو هو كريستوفر كولومبس عام 1502، فقد لاحظ ابنه فرديناند أن تلك البذور ذات قيمة كبيرة بالنسبة للسكان الأصليين، وأطلق عليها اسم “almonds”، لكن الاكتشاف الحقيقي للمشروب السحري لم يحدث إلا في العام 1519، مع المستعمر الأسباني هيرناندو كورتيز، وكان أشد ما لفت انتباه كورتيز هو القيمة الرمزية والمادية لتلك البذور، التي كانت تستخدم عُملةً بين السكان، فقرر التوسّع في زراعتها، ضمن الأراضي التي كانت تحت حكم الأزتيك، ثم تحولت إلى مستعمرات. وخلال عقود قليلة، تعرّفت أوروبا على الثمرة، وخصوصا في البلاطات الملكية، وعلى رأسها بلاط لويس السادس عشر في قصر فرساي. ومع صعود قوة ونفوذ الاسطول الإنجليزي، وبداية هزيمته للأساطيل الاسبانية، اكتشف الانجليز بدورهم حبوب الكاكاو، ونقلوها الي إنجلترا، التي قدمتها لأول مرة داخل مايعرف باسم “بيوت الشيكولاتة”، وهي الشكل القديم لما نعرفه اليوم بـ”الكوفي شوب” coffee shop. وقد أصدر الملك تشارلز الثاني عام 1675 مرسوما بحظرها، لمنع أي تجمعات، يمكن أن تُنتج معارضة سياسية. وجود الشيكولاتة في إنجلترا، وشهرتها، أعطاها أكبر دافع ممكن، لتصل إلى ما نعرفه اليوم.

المحطة الثالثة، هي بالتأكيد عصر الثورة الصناعية، فقد كانت الشيكولاتة ما قبل تلك الثورة، حكرا على فاحشي الثراء والعائلات الملكية فقط، فالكيلو الواحد من بذور الكاكاو كان يساوي راتب عمل أسبوع كامل، لعامل بريطاني ماهر، ولتخفيض ذلك السعر كان لابد من انتظار التكنولوجيا المناسبة، لتغيير الشكل المعتاد، والطريقة التقليدية لتقديم الشيكولاتة، والتي استمرت طوال تاريخها بالكيفية نفسها. وقد حدث التحول على يد الكيميائي الهولندي كونراد فان هيوتن، والذي اخترع أول مكبس لحبوب الكاكاو، يعمل بمحرّك ميكانيكي، ما يعطينا في النهاية منتجا أغنى بالشيكولاتة، وبدون كثير من الهدر، والأهم أن المنتج الجديد سوف يصبح قابلا للإنتاج الواسع.

كونراد فان هيوتن

وفي العام 1847 ابتكرت أسرة Fry أول طريقة لتقديم الشيكولاتة، على هيئة قطع صلبة، كما نعرفها اليوم، فعن طريق خلط مسحوق بذور الكاكاو مع السكر وزبدة الكاكاو، من ثم إذابتهم في قالب، ثم تجميده، تتحول إلى شيكولاتة صلبة، يمكنها أن تحتفظ بصفاتها لفترات طويلة، مما يسهّل بيعها وتوزيعها وإنتاجها بكميات كبيرة. ولم يمض الكثير من الوقت حتى قدمت شركة Fry&Sons أول قطعة شيكولاتة صلبة عام 1866. لتتصدّر بعدها سوق الصناعة شركتان أو ثلاث فقط، تحتكر إنتاج الشيكولاتة، ومن هذا الاحتكار وُلدت أكبر حملات الدعاية والإعلان.

في البداية قُدمت الشيكولاتة للجمهور على أنها صحية ومُغذية للأطفال.

ثم اعتبرت خلال الحربين العالميتين الأولى والثانية، بمثابة هدية من الشركات للجنود، باعتبارها وجبة امثالية، فقطعة الشيكولاتة الصغيرة تحتوي على عدد كبير من السعرات الحرارية، التي تغذي المحاربين.

وهكذا صرنا في عالم مليء بالشيكولاتة، بكل لذّاته ومشاكله.

ما بعد العبودية: هل المشكلة الشوكلاتة أخلاقية فقط؟

عملت شركات صناعة الشيكولاتة الكبرى، مثل Cadbury وMars وغيرهما، على إعادة تعريف “الشيكولاتة” حرفيا، فقد حولتها من مشروب مُرّ وحكر على الأغنياء، الي أشهر حلوى، يمكن استدعائها في جميع المناسبات، وبأسعار شعبية، وفي متناول المستهلك العادي. وهو ما يجعل الشركات ترى في نفسها المنتج الوحيد للشيكولاتة، ولا يساهم المزارعون فيها إلا بنسب قليلة جدا، لا تستوجب منها أي تقدير أو اهتمام.

 ومنذ تسعينات القرن الماضي، أخذت الأصوات الصحفية والبرامج التليفزيونية بتسليط الضوء على الظروف التي يعمل بها المزارعون، ولعل أهم من فعل ذلك الصحفي الهولندي تون كوكن Teun Keuken، الذي بدأ عدة تحقيقات صحفية في العام 2003 عن العبودية غربي إفريقيا، وشرح كيف انتقلت زراعة الكاكاو من وسط أميركا إلى غربي إفريقيا، فعندما اتجهت الدول الأوروبية، في القرن التاسع عشر، إلى الغاء العبودية، اضطرت الشركات للعمل في إفريقيا، وتحديدا الساحل الغربي المُستعمَر آنذاك، وتم على أساس ذلك دفع مرتبات زهيدة للمزارعين في تلك المناطق، وهي، بالنسبة لكوكن، ليست إلا استمرارا للعبودية القديمة. ليُقدّم بذلك الصورة غير الأخلاقية لتلك الصناعة، التي تمتزج فيها العبودية الحديثة وعمالة الأطفال وشراء السياسيين المحليين.

تون كوكن

 لكن ماذا بعد طرح فكرة “لا أخلاقية” الصناعة؟ هل توقفت الشركات عن ممارساتها، وقاطعها الناس، كما طلب منهم كوكن؟

ما حدث هو أن هذا الصحفي نفسه أسس شركة خاصة به لإنتاج الشيكولاتة، عام 2005، وهي شركة “Tony’s Chocolonely”، ورغم أن الشركة تدفع مرتبات أعلى للمزارعين، وتحسّن من شروط عبوديتهم، لكنها تبيع سلعها على هيئة منتجات أغلى، وتحديدا للمستهلك “الأكثر أخلاقية”، وحجزت لنفسها مكانا، ذا دعايات “نظيفة”، في الأسواق الأوروبية حصرا، وإن لم يكن منتشرا كما باقي العلامات التجارية.

لكن أين تكمن المشكلة فعلا، إن لم تكن مجرد ادعاء أخلاقي؟

المشكلة في الواقع منظومة مركبة، فالفلاح الذي يتحصّل على دولارين، مقابل يوم عمل، لا يستطيع دفع تكاليف تعليم أبنائه، من ثم إخراجهم من الظرف الاقتصادي الاستعبادي الذي وجد نفسه فيه، وهذه نقطة لمصلحة الشركات تحديدا. لكن المعضلة الأخرى، هي أن المزارع لا يستطيع شراء أسمدة وكيماويات لعلاج الأمراض، التي أخذت تتكاثر على أشجار الكاكاو، وأيضا لا يستطيع زراعة أشجار أخرى جديدة، تستطيع تحمّل الظروف المناخية المُستجدّة. فبحسب أحد المزارعين من غانا، فإن أغلب الأشجار المزروعة هي من عُمر جده، وأحدثها يعود إلى ثلاثين عاما مضت. هذه الأشجار العجوزة هي أضعف ما يكون في الظروف الطبيعية والمناخية المتقلّبة، وتُعطي إنتاجا أقل بكثير من المتوقع، وهذة نقطة ضد مصالح الشركات والصناعة ككل.

تضع الحكومة في غانا رقما سعريا ثابتا لتوريد بذور الكاكاو، من ثم تحدد بذلك أرباح المزارعين الكبار والصغار، بشكل يجعلهم غير قادرين على التفاوض أصلا، لكن، وخلال السنوات القليلة الماضية، اتجه الفلاحون الي سلوكين للتحايل على الإفقار الحكومي الممنهج، المدعوم من الشركات: الأول تهريب نسب معتبرة من المحاصيل، لإنتاجها محليا في الأسواق السوداء؛ والثاني، وهو الأخطر على الإطلاق، عن طريق بيع الأراضي نفسها للمنقبين عن الذهب، ومغادرة حرفة الزراعة أصلا، والاتجاه للعمل في التنقيب، سواء في مجموعات أو بشكل فردي.

وفي ورقة بحثية، صادرة بالاشتراك بين جامعة ميزوري وجامعة غانا، بعنوان “تأثير التنقيب عن الذهب على إنتاج الكاكاو في منطقة برونج أهافو في غانا”، يخلص الباحثون إلى أن تأثير التنقيب يدمّر التربة بمواد شديدة السُّمية، مثل الزئبق، فبمجرد التنقيب في مساحة صغيرة من الأرض الزراعية، تتأثر 83% من الأراضي، إما بسبب النزاع على شرائها، أو الاتجاه لترك الزراعة، والعمل في التنقيب نظير أجر أعلى، أو حتى بسبب الملوثات الناتجة عن رواسب عملية التنقيب وموادها الكيميائية، التي تؤثر على شجر الكاكاو، سريع التأثر بالظروف المحيطة.

التخريب الفلاحي: هل من حلول عاجلة لمحبي الشوكلاتة؟

رغم ارتفاع أسعار طن الكاكاو في البورصات، إلا أن رواتب الفلاحين لم ترتفع هذا العام بأي شكل، وسط مخاوف من استمرار الأزمة وتفاقمها في المستقبل، ورغم توصيات المحللين والاقتصاديين للشركات المصنّعة بضرورة زيادة الأجور، إلا أن الاستجابة لن تأتي سريعة، فشركة Mars على سبيل المثال تخطط لمضاعفة أجر العاملين في زراعة الكاكاو في ساحل العاج عام 2030، بينما يقول الاقتصاديون إنه ينبغي مضاعفتها، بين ثلاث إلى أربع مرات، هذا العام فقط.

يختلف هذا المشهد في حالة فلاحي دول مثل الإكوادور مثلا، الذين ينافسون في سوق عالمي مفتوح، مدركين ارتفاع سعر طن الكاكاو في البورصات، ومطالبين بأسعار تتناسب مع إنتاجهم. بينما في إفريقيا، ونتيجة وجود أطراف كثيرة تتداخل في عملية الإنتاج، وسياسات حكومية جائرة تعمل لصالح الشركات، لا يستطيع المزارعون فرض شروطهم التفاوضية، وهو ما يحيلنا إلى نقطة “التخريب”، فالاتجاه للتنقيب عن الذهب، وتبوير أراضي الكاكاو، سيكون عقابا مثاليا للدائرة الجشعة، التي شارك فيها الجميع ضد منتجي الكاكاو، وربما تأتي النتيجة في النهاية لصالح الفلاحين، ولا عزاء لمحبي الشيكولاتة.

المراجع

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.
4 4 أصوات
تقييم المقالة
0 تعليقات
Inline Feedbacks
مشاهدة كل التعليقات