“كسب المال فن، العمل فن، أما إبرام الصفقات فهو أكثر أنواع الفن سحرا وإبهارا”

اندي وارهول، فنان تشكيلي أميركي

أثار “الفن المعاصر” Contemporary art دائما كثيرا من الإشكاليات والسجالات، ليس فقط على الصعيد الفني والجمالي، بل أيضا سياسيا وأيديولوجيا واقتصاديا. فبعد الحديث عن دوره في الحرب الباردة، واستخدامه لأغراض مواجهة النسخة السوفيتية من “الواقعية الاشتراكية”، تحوّل في العقود الأخيرة، بنظر كثير من النقّاد، إلى ما يشبه “فقاعة فنية/مالية”، بالارتباط مع تقدّم العولمة، وما جلبته من تمويل واستثمارات هائلة في سوق الفن، لم يسبق لها مثيل في التاريخ.

“اجتياح” الفن المعاصر للمدن الغربية الكبرى ساهم بتغيير كثير من معالمها وثقافتها وأنماط الحياة فيها، سواء عبر دوره في “تحرير الثقافة على النمط النيوليبرالي”، حسب تعبير الجغرافي البريطاني-الأميركي ديفيد هارفي؛ أو من خلال إسهاماته في صياغة الفضاء المديني؛ فضلا عن علاقته بظاهرة “البرجزة” Gentrification، التي تعرّضت لها الأحياء الشعبية وأحياء الطبقة العاملة السابقة، والتي تحصل في كثير من الأحيان مع توافد الفنانين إلى تلك الأحياء، حاملين معهم قيمهم وأساليبهم في الحياة، ونمطهم الاستهلاكي، ومعدلات دخلهم غير المنتظمة، ولكن الكبيرة.  

اليوم، ومع تصاعد الحديث عن “نزع العولمة”، والتغييرات التي بدأت تطال المدن الكوزموبولتية، يبدو مصير “الفن المعاصر” على المحك. ولذلك لا بد من التساؤل حول تأثير التحولات في مجال الاستثمار والتمويل على هذا النمط من الفن، واقتصاده الخاص؛ وكذلك التبدلات التي يمكن أن تطرأ عليه مع ظهور تقنيات جديدة، غير مرتبطة كثيرا بالأسواق المفتوحة “القديمة”. هل سيستمر الفن المعاصر على وتيرته وأسلوبه السابقين؟ أم سينفجر مثل كثير من “الفقاعات” المعولمة الأخرى؟

فن الحداثة: من المتمرّد إلى المُحتال

 لا يمكن الحديث عن الفن المعاصر خارج سياقه التاريخي، والعودة للوراء بحثا عن مقدماته، باعتباره عاكسا للثقافة السائدة، تصويرا وتعبيرا، وصولا لتحوّله إلى ظاهرة اقتصادية/مالية واجتماعية معولمة.

 ضمن سياق سوسيولوجي يمكن القول إن الفن كان دائما “فن الطبقة المهيمنة”. سادت النزعة الكلاسيكية في زمن هيمنه الطبقة الارستقراطية والكنيسة؛ ثم ظهرت الرومانسية بوصفها حركة ثورية بورجوازية ضد الكلاسيكية، إلى أن جاءت حركات” الفن للفن”، لإبعاد الفن عن قيود البرجوازية و حريتها “الزائفة”. وأخيرا بات الفن في زمن الحداثة المعولمة خاضعا نظريا لسلطة المٌتلقي لا “المٌنجِز”، أي الفنان. ولهذا أبعاده الفلسفية المهمة، إذ أن تعدد التأويلات الممكنة للعمل الفني الواحد، مع تعدد متلقيه، فتح المجال لما يمكن تسميته “عالمية الفن”. بمعنى أن فتح مجال التأويل المتعدد والمتباين سمح بنشر الأعمال الفنية بشكل عابر للثقافات والحدود. لا يحمل العمل الفني “معنى” محددا، أو مرتبطا بثقافة معيّنة. وبإمكان الجميع، أيا كانت خلفياتهم، إنتاج المعنى بما يناسبهم.

لعب تيار “البوب أرت” دورا كبيرا في هذا التحوّل نحو العالمية، فمع اندثار مفهوم “أصالة العمل”، بفضل سهولة إنتاج نسخ كثيرة منه، لا تتمتع أي منها بالأصالة، صار بالإمكان تسويق الفن بشكل أكبر، وضمن أسواق أبعد، في فترة بات كل شيء فيها مادة للإنتاج والاستهلاك والاستبدال.

هذه التغيرات أثّرت على صورة الفنان نفسها، فبعد أن كان أقرب للمتمرّد المترفّع، ولو ادعاءً، عن الماديات، بات بشكل صريح أشبه بخبراء التسويق والعلاقات العامة، وأحيانا المحتالين!

الفنان جيف كونز مثلا اشُتهر بلقب “المحتال”، بعد تورّطه في قضايا انتهاك حقوق ملكية فنيّة، إلا أن هذا لم يمنع أعماله من تحقيق أرقام قياسية في السوق الفني. ما جعله، حسب مجلة “فوربز”، من أغنى فناني العالم. وهو بالمناسبة مضارب في البوصة، وينظّم نشاطه الفني وكأنه يدير مصنعا، إذ يوظّف مئة وخمسين عاملا في ورش لتكرار أعماله الفنية المنحوتة.

جيف كونز

يمكن القول إن مفهوم “الجميل” في الفن قد اختفى، ليحل محله مفهوم “الاستطيقا” (علم الجمال)، بكل ما يحمله من دلالات ونظريات، قد تؤدي لاكتشاف جماليات القبح والتفاهة. واختفى معه “الفنان” نفسه، لنصبح أمام “مستثمر في الجماليات”. ربما كان لهذا جذور فلسفية في عمق النزعة الحداثية نفسها. ألم يقل الشاعر الفرنسي بودلير، أحد أهم مؤسسي هذه النزعة: “من الممكن ان يكون الفن جميلا، حتى لو أنه يعرض ما ليس بجميل”؟

إلا أن ما طرأ على الفن لا يمكن اختزاله بمجرد تحوّل في المنظور الاستطيقي. هنالك اقتصاد ومجتمع وسياسة في الخارج. أي “خارج” الفن.  

“الأصول الفنية”: الاستثمار المضمون

.كانت معظم أعمال فناني “البوب أرت”  تحمل إشارات قوية لرأس المال والمجتمع الاستهلاكي. وعملت أساسا على إعادة تدوير سلع الاستهلاك الشعبي الموسّع، ومن أمثلتها المعروفة “مجموعة علب برول” و”رمز الدولار” لاندي وراهول، أشهر ممثلي هذا التيار.

اندي وارهول

العلاقة بين الفن والمال لم تتوقف عند وارهول وزملائه من فناني “البوب أرت”، فقد استمرت لدى الأجيال اللاحقة من الفنانين، الذين حققوا ثروات كبيرة مع تغيّر طبيعة المستهلكين في سوق الفن. لم يعد أغلب هؤلاء من هواة الفنون أو حتى جامعي التُحف، بل “مستثمرين”. وتبعا للباحث ألان كومان، صاحب كتاب “نجوم الفن التشكيلي”، فإن “الإقبال على اقتناء أعمال فنية قد يكون بدافع الهواية، إلا أن الدوافع الاقتصادية أكبر، لكون الاستثمار في المجال الفني مضمونا، إذ بات ملاذا مربحا لكل من يخاف غدر السوق، متفوقا على العقارات. لدرجة أن مصارف كبيرة أصبحت تنصح زبائنها اليوم باقتناء أعمال فنية، لأن أرباحها أضمن حتى من الذهب، بل ومعفية من الضرائب”.

ولكن من أين اكتسبت الأعمال الفنية كل هذه الأهمية المالية؟

سوق الفن: تاريخ من الازدهار والأزمة

يرجع أول نموذج لسوق الفن الحديث إلى القرن السابع عشر في هولندا، التي قامت ثروتها على أساس هيمنة شركة الهند الشرقية الهولندية على أسواق التجارة العالمية. ما مكّنها من استجلاب المحاصيل الزراعية، المنسوجات، المنتجات الحرفية، وكذلك التُحف والأعمال الفنية، من المستعمرات إلى الأسواق الأوروبية.

ومع تطور الأسواق، وازدياد الاهتمام بالأعمال الفنية، سواء كانت مستوردة أو محلية، بدأ التجّار الهولنديون بالتخصص في مبيعات الفنون، فتبلورت فكرة المعرض الفني، وازدادت أهميتها بالتدريج. بيعت اللوحات إما عن طريق الفنانين مباشرة، أو عبر تجّار ووسطاء.  

إلا أن “الثورة” الأهم في تاريخ سوق الفن كانت في القرن العشرين، إذ بدأ الرعاة والمضاربون بترسيخ فكرة “الاستثمار في الفن” في ستينيات القرن، أما في سبعينياته فبدأ التعامل مع القطع الفنية بوصفها أصولا استثمارية بديلة.

حقق سوق الفن أرباحا غير مسبوقة مع الإرهاصات الأولى للعولمة المعاصرة، وتطور كل من النزعة الاستهلاكية وعمليات المضاربة على الأصول في الثمانينيات، وخاصة مع دخول فاعلين “دوليين” جدد إلى السوق، على رأسهم المستثمرون وهواة جمع الأعمال الفنية اليابانيون. فيما أفاد ما يعرف بتيار “ما بعد الحداثة” السوق بتنويع خيارات الاستثمار المتوفرة على الساحة، مع بروز كثير من التيارات و”الصرعات” الفنية، مثل “البوب أرت”، “الفن المفاهيمى”، “المينماليزم”.

إلا أن انهيار سوق الأسهم، والركود الاقتصادي عام 1987، جعلا الفنانين يحدّون من مخرجاتهم للسوق، الذي ظل راكدا حتى عام 1989، ليُبعث من جديد وبقوة غير مسبوقة، مع التغيرات الاجتماعية والسياسية والاقتصادية الكبيرة التي شهدتها التسعينيات، وكان الحدث الأكثر تأثيرا في سوق الفن هو الثورة الرقمية وظهور الأنترنت، ما أسس لحقبة جديدة من التواصل والترفيه. وقد واكبت الأعمال الفنية كل تلك التغيرات، وبزرت تيارات جديدة مثل فنون الشوارع، والرش بالطلاء ”الغرافيتي”، للتعبير عن موضوعات مثل العولمة، الهوية، ما بعد الأيديولوجيا. ما أكسبها قيمة سوقية متزايدة.

هكذا كانت بداية الألفية حافلة بالخيرات للفنانين المعاصرين، إذ نمى سوقهم لتصل قيمته إلى 66 مليار دولار عام  2007. إلا أن هذه “الفقاعة”، التي ضخّمتها المضاربة على الأصول الفنية، لم تستمر طويلا، إذ وصلتها تأثيرات الأزمة المالية العالمية عام 2008، فانخفضت قيمة سوق الفن إلى 530 مليار دولار عام 2009، ورغم التعافي التدريجي، فإن السوق لم يعد بإمكانه العودة إلى حاله قبل الأزمة، ففي عام 2017 مثلا لم تتجاوز المبيعات 65،8 مليار، أي أقل بنسبة 3،2 بالمائة من أرقام 2007.

الإنقاذ جاء مجددا من آسيا، وبالتحديد هونغ كونغ والصين، اللتين أصبحتا بالتدريج أكبر “العملاء” في سوق للفن. ولم يؤثر على هذا حتى انتشار فيروس كورونا عام 2020. إذ زاد عدد عملاء السوق الصيني بنسبة 30 بالمئة منذ الإغلاق. واستحوذت الصين على 39 بالمئة من سوق الفن العالمي، متفوقة بشدة على الولايات المتحدة، التي لم يتجاوز نصيبها 27 بالمئة.

إلا أن انتشار كورونا لم يمرّ بلا تأثير، فقد كانت له نتائج شديدة الأهمية على تيار “الفن المعاصر”، وربما أصابته بصدمة لن يستفيق منها.

سوق كورنا: الفضاء الافتراضي ينقذ “الفن”  

سببت الجائحة خسائر اقتصادية كبيرة في كل أنحاء العالم، ولم ينج سوق الفن من هذه الخسائر. إذ تم إغلاق وإيقاف معظم الأنشطة الاجتماعية والثقافية. وتراجعت مبيعات الفن، في النصف الأول من عام 2020، إلى 22 بالمئة من قيمتها، أي ما يعادل خسارة 50 مليار دولار من قيمة سوق  الفن العالمي .

توجّه كثير من الفنانين لساحات الواقع الافتراضي لعرض أعمالهم. وبالمثل كانت توجهات المؤسسات والمعارض  الفنية، إذ عمد كثير منها إلى تمكين الجمهور من التجوّل بين لوحاتها افتراضيا، وشراء ما يرغبون منها إلكترونيا.

هكذا أنقذ العالم الافتراضي السوق الفني جزئيا، بدءا من استغلال الأفراد لموقع انستغرام، وصولا إلى المزادات العلنية على الانترنت. فتم تسجيل مئة ألف صفقة فنية في الفترة من صيف 2020 إلى عام 2021، تقدّر قيمة مبيعاتها بحوالي 2،7 مليار دولار.

ولكن الملاحظة المهمة أن “الفن المعاصر” لم يسيطر على المراكز العشر الأولى لأغلى المبيعات، كما جرت العادة في العقود السابقة. فإثنان من أغلى المبيعات كانا من الأعمال الفنية الصينية الكلاسيكية. في حين كان العمل الأغلى عام 2021 لوحة “الشاب الحامل للميدالية” التي رسمها سانديرو بوتيتشيلي في عصر النهصة، بقيمة  92.2 مليون دولار.

هل بدأ “الفن المعاصر” يفقد سيطرته و”قيمته السوقية”، وهي ربما أهم قيمه؟

ثورة الـNTF: جيل الألفية يقتحم السوق

أحد العوامل المهمة في الانتعاش النسبي لسوق الفن، بعد الصدمة الأولى إبان إغلاق كورونا، أن الأفراد والشركات استثمروا مواردهم المالية في الأعمال الفنية، للاستفادة من سهولة تداولها إلكترونيا، إضافة لكونها أكثر أمانا وربحا من الاستثمار في الأسهم في فترة الوباء، كما أن شراء الأعمال الفنية ربما كان المجال الوحيد للإنفاق آنذاك بالنسبة للمهتمين بالفن، مع تعذّر السفر والترفيه.   

كل هذا أدى لتغيّر في نوع الزبائن والمستثمرين، وخاصة مع ظهور جيل جديد من هواة جمع المقتنيات الفنية، هو جيل الألفية، الذي يُعتبر أكثر نشاطا واعتمادا على الإنترنت، وأفراد هذا الجيل هم من جعل المبيعات الإلكترونية تقفز لتشكّل نسبة 25 بالمئة من قيمة السوق الإجمالية، أي 12 مليار دولار.

شكّل هذا الجيل الجديد نسبة 58 بالمئة من الذين تقدّموا لشراء لوحة  كل يوم: أول 5000 يوم Everydays: the First 5000 Days، للفنان مايك وينكلمان، الشهير بلقب beeple، وهي تُعتبر فصلا جديدا في تاريخ الفن. إذ كانت خير تجسيد للطفرة التي أحدثها الـ”NTF”، أو الرموز غير القابلة للاستبدال، فبيعت من أول يوم لعرضها بـ69,3 مليون دولار.

لوحة  كل يوم: أول 5000 يوم

والـNTF رموز رقمية حصرية، تميّز الأعمال المتداولة افتراضيا، عبر تقنية تعرف باسم “بلوك تشين” Blockchain، ما يجعلها غير قابلة للاستبدال ونادرة، مثل القطع الفنية التاريخية الشهيرة، تسمح تلك التقنية للفنان بالانطلاق في السوق مباشرة، وبيع أعماله دون الحاجة إلى اكتساب ثقل في عالم المزادات والمعارض الفنية، أي أنها تسمح ببروز فاعلين جدد في السوق، يكسرون احتكار حيتانه القدماء، وهذا لن تكون له تأثيرات مالية فحسب، بل سيؤدي لتغيير الجماليات (أو اللاجماليات) السائدة في سوق الفن المعاصر

 ارتفعت مبيعات الـNTF من 13،7 مليون دولار في النصف الاول من عام 2020، إلى أكثر من 2،5 مليار دولار في النصف الاول من 2021، وهي زيادة هائلة،  جعلت سوق الـNTF يحقق في شهور قليلة نسبة نمو أعلى مما حققه سوق الفن المعاصر “المادي” على مدار الثلاثين عاما الماضية.

نمو سوق الـNTF

لكن يبقى السؤال: هل الـNTF موجة أخرى من “الفن المعاصر”، أم أنه تيار مستقل ومغاير من الفن؟

الجديد الزائل: هل يصبح فنانو الـNTF جيلا قديما؟

أنتج اندي وارهول سابقا عملا باسم “علب حساء كامبل“، قام على إعادة تدوير بعض السلع المصنّعة للاستهلاك الجماهيري. وتقّدر قيمة العمل بما لا يقل عن 200 مليون دولار، رغم عدم تميّزه بأي شيء سوى كونه عملا لوارهول. تعمل منتجات الـNTF بالطريقة نفسها، إلا انها تختلف في التشكيل، فتعتمد على إعادة تدوير الواقع في فضاء أوسع، هو الفضاء الافتراضي، ولا تقتصر على إنتاج اللوحات ثنائية الأبعاد، أو الشخصيات، أو حتى الاستيكرز، بل تبني عوالم كاملة، قد تشمل أفلاما وألعابا إلكترونية. إضافة إلى أنها تعمل على مفهوم القيمة و الندرة، ما يجعلها قادرة على منافسة أسواق الفن المادي، بادعاءات أساسها تقديم حلول معاصرة للمشاكل العالمية، مثل الاحتباس الحراري وندرة الموارد. وبالتالي لا يمكن اعتبار منتجات الـNTF مجرد فرع من “الفن المعاصر”، بل هي تيار مستقل وجديد، يحمل خصائص ومنظورات وأفكار مختلفة بشكل كبير.

انفجرت الفقاعات المالية لـ”الفن المعاصر” أكثر من مرة خلال العقدين الأخيرين، ويبدو أن الإصرار عليه وعلى أساليبه، التي باتت عتيقة، لن يعود بالنفع على سوق الفن، الذي يعاني أصلا بشدة مع أزمات العولمة التي لا تنقطع. “المستقبل” اليوم لكل ما هو افتراضي في الفن.

رغم كل هذا فقد لا يكون مستقبل فناني الNTF مشرقا للدرجة التي يتخيلها البعض. فهناك منافس جديد خطير دخل إلى السوق، قبل حتى أن يستقر تحت أقدامهم، وهو الـAi (الذكاء الصناعي).

مع بداية عام 2022 ظهرت برامج الـAi، التي تعمل على تشكيل الصور عبر تحليل المدخلات والبيانات، فبمجرد أن تكتب ما يدور في ذهنك، تعمل خوارزميات البرنامج على إخراجها في أكثر من صورة أو لوحة مختلفة. اشتعل الجدل بين الفنانين حول خطورة تلك البرامج على أعمالهم، وظهرت حملات مناهضة لها على منصات فنية شهيرة مثل artstation وbehance، هدد فيها فنانون بحذف أعمالهم من على المنصات، إن لم يتم تقييد الـAi بقوانين تحميهم وتحمي حقوق ملكيتهم الفكرية.

مازال الجدل مستمرا، في الوقت الذي يغذّي فيه الـAi قواعد بياناته ويطوّر نفسه باستمرار. يبدو أن سؤال نهاية “الفن المعاصر” قد تجاوزه الزمن بأسرع مما كنا نتخيّل. وربما كان السؤال الأفضل: كيف ستؤثر منتجات الـAi على سوق الفن، في زمن تعاني فيه العولمة وأسواقها القديمة كثيرا؟ وهل يمكن أن تحقق تلك المنتجات قيمة مادية وسوقية فعلية في عالم يبدو أنه يصبح أكثر تشتتا وانغلاقا؟

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.