“أين العرب؟”.. هل من مصلحتنا أن نجدهم فعلاً؟

“أين العرب؟”.. هل من مصلحتنا أن نجدهم فعلاً؟

جاوزت الحرب على غزة أكثر من مئة وعشرة أيام، منذ أحداث السابع من تشرين الأول/أكتوبر 2023، وخلّفت وراءها آلافا من الضحايا والجرحى والنازحين. وبينما يتلقّى المتابعون للأحداث آلافا من الصور والفيديوهات، التي تعكس حجم الدمار والمأساة، يتكرر الصياح الشهير، الذي يُستدعى في كل حدث جلل: “أين العرب؟”، والذي يحمل في طياته كثيرا من الدلالات، ليس فقط من ناحية تعبيره عن الاستنكار والعجز وقلة الحيلة، بل أيضا لإشارته إلى ما عرف بـ”القضايا التاريخية”، التي تبلورت وارتبطت بحقبة التحرر الوطني، وبالطبع كان احتلال فلسطين من أهم تلك القضايا.

بالتزامن مع حرب غزة، تدور في السودان حرب أخرى، بين الجيش السوداني وميليشيا “الدعم السريع”، والتي أدت إلى نزوح ما يقرب من خمسة ملايين سوداني، وسقوط أكثر من عشرين ألف بين قتلى وجرحى، بعد تجدد الاشتباكات في الخامس عشر من نيسان/أبريل 2023. ربما تبدو الحرب في السودان مختلفة عن تلك التي تدور في غزة، ولكن ما يجمع بينهما أنهما مثالان معبّران عما تعنيه “القضايا التاريخية” في المنطقة العربية، إذ تُعبّر الحرب في غزة عن استمرارية الصراع العربي-الإسرائيلي، باعتباره الشكل الأخير المتبقّي من حقبة استعمارية ذات طابع استيطاني؛ بينما في السودان تندرج في إطار استنفاذ شروط ومقومات الفكرة القومية، التي أرست بنية وقاعدة دول ما بعد الاستعمار، منذ خمسينيات القرن العشرين. وفي الحالتين يبدو سؤال “أين العرب؟” محوريا.

يذكّرنا هذا السؤال بالدفعة الكبيرة، التي أعطت القومية العربية هيمنتها في حقبة ما بعد الاستقلال، بعد تبنّيها، بوصفها بديلا للوطنية المحليّة، في تعبئة القوى الاجتماعية والشعبية، وهو ما حصل في مصر بعد ثورة يونيو 1952، ومن قبل في سوريا والعراق وفلسطين والأردن، حتى تبلورت تلك الفكرة، بنموذجيها الأصفى، عبر الحركتين الناصرية والبعثية. وعلى إثر ذلك أصبحت ثنائية السياسة والسلطة، جوهر الحقبة الجديدة من عمر القومية العربية، فبعد التخلّص من الأشكال المباشرة للاستعمار، سوف تطمح السلطات القومية الناشئة إلى أن تكون، قبل كل شيء، دليل عمل سياسي واستراتيجي، أي مشروعا تغييريا، يهدف إلى قلب البنى الأساسية، وتبديل التنظيمات والقيم الاجتماعية في اتجاه مختلف، وصياغة الإطار السياسي والاجتماعي، الذي سينظم بناء المستقبل في مواجهة التكتلات العالمية الأخرى.

الحال أن “الفكرة العربية”، بعكس ما قد نظنه اليوم، لم تكن أمرا بديهيا أو مستقرا وثابتا، بل اكتشافا سياسيا، بكل ما يعنيه ذلك من معنى، وكان من المفترض أن تبدأ بتحقيق أهدافها بمجرد نيل الاستقلال. ولكن بمجرد الخروج من حقبة الاستعمار الكلاسيكي أو المباشر، وجدنا عديدا من الأدبيات، التي تشير إلى تطور أشكال من “الاستعمار الجديد”، تقوده شركات ومؤسسات متعددة الجنسيات، وهذا أفسح المجال لتجديد الشعور بالمظلمة، التي تلقي بكامل المسؤولية على الطموحات الإمبريالية/الاستعمار الجديد، مع التغافل عن ممارسات السلطات القومية نفسها، والتي ارتبط مفهوم السيادة لديها بمدى التشابك والانخراط في خارطة التحالفات الإقليمية والدولية.

وعلى الرغم من تكوّن الدول، وتنامي الطبقات والمصالح والعقائد الوطنية، إلا أننا ما زلنا نشهد استمرار الفشل الذريع، المرتبط بـ”القضايا التاريخية”، فقد استمرّ الوضع الاستعماري في فلسطين من ناحية؛ فيما انضمت دول كثيرة، إلى قائمة الدول الفاشلة من ناحية أخرى، ومنها السودان وسوريا والعراق وليبيا واليمن. ما يطرح تساؤلات عميقة، عن الأسس التي قامت عليها سيادة الدولة القومية، التي نعود إلى الحلم بها كل فترة، بصيغة متبرّمة، هي بالضبط صيغة “أين العرب؟”. أي أين النظام و”الشعب” العربي، الذي من المفترض أن يواجه كل هذا. لماذا ما نزال نستصرخ نظاما وشعبا، فقدا الأسس البنيوية لوجودهما؟ وهل ما زالت صيغة “الشعب” تؤتي مفعولها أصلا؟ وإذا لم نجد “العرب”، فهل سنبحث عن أي بديل كان، حتى لو كان مغرقا في قمعيته وسياساته الإجرامية؟

اللغة الطاهرة: لماذا لا تُهزم الدولة ولا المقاومة؟

لم يُستخدم مصطلح “القومية” على نطاق واسع قبل نهاية القرن التاسع عشر، ولم تكن قبل ذلك عاملا مؤثرا في السلوك السياسي، فهي أقرب إلى “التخيّل الاجتماعي، الذي صارت له أدوات واقعية”، كما يصفها المؤرّخ الإنجليزي بندكت أندرسون (1) بالتالي مثّلت “القومية العربية” البوتقة، التي تنصهر فيها جموع الشعب، في مواجهة القوى الاستعمارية ومخططاتها. إلا أنه لم يمضِ عقد من الزمان، حتى تبدّلت الآمال المعقودة على التحرر الوطني، ورغبات التنمية والتحديث، لتحل محلها “النكسة”، التي دخلت حقل التداول الرسمي والفكري والشعبي، وقاموس اللغة الرسمية، بغرض تمويه حقيقة ما حدث.

يرى المفكر السوري صادق جلال العظم (2) أن استخدام مصطلح “النكسة”، لوصف مآلات فشل القومية العربية، جهل بحقائق جملة الأطراف، التي اندرجت ذات يوم في الصراع بين “القوى الرجعية” و “القوى التقدمية”؛ كما يعتبر صك مفهوم “النكسة” بمثابة التبرير، الذي يُرحّل الوقائع من مواقعها الحقيقية إلى مواقع وهمية، بما يبرّء العرب من المسئولية، ويجعل الهزيمة “ظاهرة أخلاقية”، أشرفت عليها قوى بعيدة عن الفضائل العربية. وبحسب هذا الميل التطهّري، يغدو مصطلح “النكسة”، مكمّلا لما عُرف منذ عام 1948 “بالنكبة”، ويأتي معه في السياق نفسه، الذي يلوم الاستعمار إن هو تصرف تماما كما كان متوقّعا منه أن يتصرف، “لا تُلام الذئاب إن هي تصرفت تصرف الذئاب، بل يُلام من كان يُفترَض فيه أن يحمي الأرض من هجمات الذئاب“، يقول العظم.

أنتجت هذه الفترة عددا من الأساطير المؤسسة، التي ارتبطت دوما بـ”القضايا التاريخية” للسلطات القومية، فتستدعيها بفي لحظات تعرّضها للنقد أو شعورها بالخطر، مع عبارات جاهزة، مثل “لا صوت يعلو فوق صوت المعركة”، وأيضا التهمة المتعلقة بـ”خيانة القضية”، حين يطرح أي شخص تساؤلات عن الواقع الاجتماعي وصراعاته، وخاصة بعدما ازداد العبء على الدولة، وفشلت بالقيام بأدوارها الرعوية/الأبوية، رغم استئثارها بكافة الآليات والوسائل، التي تمكّنها من صناعة القرار، والتأثير في الرأي العام. كل هذا رسّخ نظرة ساكنة للأوضاع العربية، بتصويرها خالية من أية تشكيلات أو صراعات اجتماعية، وجعل من السهل إلقاء كامل المسؤولية على الخارج، والهزيمة العسكرية، أو بالأحرى مجموعة الهزائم المتتالية، بعد وضع حاجز صلب بين “داخل” و”خارج”؛ وكذلك “الاستعمار” و”وكلاؤه” من جهة، والشعوب المضطهدة من جهة أخرى.

إلا أنه بالنظر لحالة الاصطفاف الداخلي في مجتمعات الدول العربية، نجد أن الدولة، التي عرضت نفسها من البداية باعتبارها الرفيق الأعلى، الذي يأخذ على عاتقه مهمة تحويل المجتمع، وتبديل قيمه وغاياته (3) لا تستطيع أن تعمل حقا، إلا إذا قبِل المجتمع أن يستقيل، بوصفه قوة مستقلة ومتميزة، ويسلّم نفسه ومصيره إلى الدولة، دون قيد أو شرط، وعليه لن يكون بإمكان المجتمع بعد ذلك أن يطلب من الدولة تقديم أي كشف حساب، ويكتفي بمشاهدة صور المسؤولين، وهم يدشّنون الشركات والمشاريع الصناعية والزراعية، ويفتتحون المدارس والمستشفيات والمرافق العامة. فهذه “الإنجازات”، التي طالما عُرفت “بالمشاريع القومية”، هي التعبير الوحيد عن الشرعية التي يمكن للسلطة اكتسابها، دون أي سؤال ممكن عن مدى جدواها أو فعاليتها. ربما ينطبق الأمر نفسه، أي الانجاز عبر الصورة التي لا يمكن محاسبتها، على مواجهة العدو والمقاومة.

تصفية “الأمة”: كيف انتقلنا من النهضة إلى خدمة الدَين؟

بهذه الطريقة تمت تصفية مشروع الدولة/الأمة، من داخله قبل خارجه، بإعلان الانفصال المتزايد بين السلطة والشعب، وإعادة إنتاج الميول ما قبل القومية (العشائرية والطائفية والعائلية) من قبل جهاز الدولة نفسه، بما يتفق مع مصالحه ومشروعات بقائه. الأمر الذي أدى للاستغراق في التساؤل عن صورة الجماعة القومية غير المتحققة. وبدلا من استيعاب الحراك المجتمعي، وتمثيله في مؤسسات سياسية واجتماعية، جرى إحياء نزعات ودعوات العودة للأصالة، والبحث عن الهوية، والجهاد في معارك تاريخية وجودية غير متعيّنة، وترسيخ نظرة استعلائية مُفارقة للواقع، تُرجع الهزيمة والإخفاق إما لقدر إلهي؛ أو لطابع مؤامراتي يتربّص بالاستثنائية العربية والإسلامية؛ وأحيانا إلى مؤامرة تاريخية كونية، حاكها الاستعمار ضد الشعوب المضطهدة.

انعكست مجريات الأوضاع بعد الهزيمة، وأثّرت بدورها على طبيعة العلاقة بين السلطات القومية وشعوبها. وبقدر الصورة المتخيّلة عن الدولة، التي حوّلتها إلى المعبود الأول للمجتمع، ظهر عجزها عن تحقيق الإنجازات الموعودة، ما أدى إلى تغيير الخطاب السياسي، الذي يشير إلى الأهداف الجماعية من جهة، والنوازع والتطلعات والآمال التاريخية من جهة ثانية. فحدث الانتقال في تصورات السلطات القومية، منذ السبعينيات فصاعدا، من مفهوم “النهضة الطموح” إلى مفهوم “التنمية الاقتصادية القُطرية”، ثم إلى شعار وقف التدهور الاقتصادي (4).

اعتمد مفهوم “التنمية” على إعادة تموضع أيديولوجي واقتصادي للسلطات القومية، بعد توصلها لحكمة عصرية جديدة، عن ضرورة الاندماج المشروط في النظام العالمي، مع الحفاظ على التراث والخصوصية، فارتكزت المخططات التنموية، لدول الجمهوريات الشعبوية، على سياسة “التنمية مقابل الديون”؛ ومن ناحية أخرى شكّلت فورة أسعار النفط في السبعينيات ملامح “التنمية القائمة على منجم الثراء” بالنسبة للبلدان الخليجية (5)، التي لعبت فيها “أيديولوجيا الإسلام البترولي”، دورا مزدوجا، يجمع بين العداء الضاري لأي أفكار اجتماعية تحررية، والإسهام في تسهيل الاندماج في النظام الرأسمالي المعولم.

يجادل أنطونيو نيغري ومايكل هاردت، في كتابهما “الإمبراطورية”، بأن فهم وتفسير العالم المعاصر، بكل ما فيه من أنماط وعلاقات إنتاج وعلاقات اجتماعية وصراعات سلطويّة، لم يعُد ممكناً بالعودة إلى مفهوم السيادة، وتحديدا مفهوم سيادة الدولة الوطنية، فثمّة “شكل جديد وإمبراطوري للسيادة قد ظهر”، يتعلّق الأمر بسيادة تتجاوز الدولة/الأمّة. فقد حصل انتقال من الإمبريالية إلى الإمبراطوريّة، وهذا الأمر بالذات يجعل مفهوم السيادة السياسية للدولة عاجزا عن تفسير عالمنا المعاصر. فـ”العرب” في ظل الإمبراطورية، مختلفون عن “عرب” التحرر الوطني.

التعويذة العتيقة: ماذا سنرى عندما نجد “العرب”؟

يبدو أن كل هذه التغيرات تناقض ما تراكم على مدار عقود في الجهاز المفاهيمي ومخزون الذاكرة، الأمر الذي يجعل الإرتباك النتيجة المباشرة لكل حدث جلل، وهذا ما يتتبّعه مثلا مسلسل “بنت اسمها ذات” 2013، المبني على رواية الأديب المصري صنع الله إبراهيم، الذي يحاول أدبيا رصد الارتباك، باعتباره ملمحا مُهما، طالما رافق الشخصية المصرية والعربية، منذ منتصف الخمسينات وحتى مطلع الألفية.

يتطرّق المسلسل للأحداث الكبرى، التي شهدتها المنطقة العربية، وفي القلب منها مصر، بما مثّلته من مركز ثقل، سواء في فترة تمدد القومية العربية، ثم هزيمة 1967، واتفاقية السلام بين مصر وإسرائيل،  وحرب الكويت، والغزو الأميركي للعراق. المُلاحَظ والمتكرر في كل حدث هو ما يغذيه من ارتباك، ناتج عن الانفصال المزدوج: انفصال القرارات السياسية عن التوجهات الشعبية والجماهيرية؛ وانفصال اللغة التعبيرية المستخدمة لتوصيف الأحداث عن الواقع. الأمر الذي استتبع إنتاج تفسيرات على شاكلة: “حرب صليبية يشنها الأمريكان”، “لو أن العرب والمسلمون متحدون لما وصل بنا الأمر لهنا”،  “لو كان عبد الناصر على قيد الحياة ما سمح للأمريكان بهذا الأمر”، وبالتأكيد “أين العرب؟”. كل هذه العبارات تعمل بوصفها بدائل جاهزة، بعد تدمير السياسة، وغلق كافة المسارات والآليات، التي تمكّن من صياغة إجماع أو توافق ما، أو تفكير بحلول واضحة المعالم.

تكرّس هذا الارتباك على مدار عقود، منذ لحظة “ارفع رأسك يا أخي”، ثم الانخراط في تحقيق “الاشتراكية”، والطريق إلى “تحرير فلسطين”، وصولا لمحاولة عقد أية تسوية ممكنة مع العدو، والاكتفاء بإظهار الطابع المؤامراتي لـ”الغرب”، الذي يحيك لنا الدسائس، ويوقع الأمة العربية في هزيمة تلو الأخرى. مع غض الطرف عن شبكة المصالح الجديدة، التي تتشابك بين “الداخل” و”الخارج”، في صياغة النظام العالمي القائم و”امبراطوريته” وحروبها.

قد يكون أحد أهم معالم الارتباك اليوم اللجوء لتوصيف الحرب الجارية على غزة، باعتبارها “نكبة ثانية”، تُضاف إلى النكبة الأولى، وشقيقتها الكبرى “النكسة”، عوضا عن بحث الأسباب والمصالح ما بعد القومية، التي دفعت السلطات العربية للتراجع عن “القضية التاريخية الأبرز”، وإفساح الطريق للتحالفات الإيرانية في المنطقة. يتزايد التعقيد أكثر، ومعه الارتباك، في حالة الحرب في السودان (7) إذ لا يقتصر الصراع على الأطراف السودانية الداخلية، بقدر ما يبرز الدعم الإقليمي وشبكة المصالح الخارجية، مثل الدعم الإماراتي السخي لميليشيا الدعم السريع. هل يمكن تفسير كل هذا التعقيد بتخيّل محورين، أحدهما “استعمار”، والآخر “عرب”، نتساءل دائما أين هم؟

يبدو أن ما يحيط بنا أكبر من قدرة أيديولوجياتنا السائدة، المورثة من عهد التحرر الوطني، على الفهم، وإعطاء المعنى للأحداث، ولذلك نلجأ لتعويذة “أين العرب؟”، وهي بالفعل أصبحت نوعا من الفلكلور الخالي من المعنى منذ زمن طويل، فبالعودة مثلا إلى حرب الخليج 1991، نجد أنها كانت بمثابة قُبلة النجاة للحكومة المصرية (العرب)، التي تمكّنت، على إثر مشاركتها مع التحالف الدولي (الاستعمار) في الحرب ضد العراق، بشطب نصف ديونها، التي جاوزت 50 مليار دولار آنذاك.

بهذا الطريقة تصبح لغتنا عبئا علينا، بالتالي تُستدعى الأفكار من خارج نطاق عمل السياسة ومحدداتها، وتجنح أكثر لصالح انتظار إما مهديّ منتظر، أو زعيم خالد يعيد مجد الأمة من جديد، وهذا لن يكون، إنما فقط يوقعنا أكثر في أسر أطراف وقوى، قادرة على إعادة إنتاج تعاويذ مثل “أين العرب؟” بأساليب متنوعة.

مراجع

(1) الجماعات المتخيلة، بندكت أندرسون

(2) النقد الذاتي بعد الهزيمة، صادق جلال العظم

(3) الدولة ضد الأمة، برهان غليون

(4) الهزيمة والأيديولوجيا المهزومة، ياسين الحافظ

(5) تضخيم الدولة العربية، نزيه الأيوبي

(6) الإمبراطورية، أنطونيو نيغري ومايكل هاردت

(7) مقابلة رئيس الاتحاد العام للصحفيين السودانيين

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.
3 2 أصوات
تقييم المقالة
0 تعليقات
Inline Feedbacks
مشاهدة كل التعليقات