صناعة التضامن: ما الذي يمكن لمحمد صلاح أن يقول؟

صناعة التضامن: ما الذي يمكن لمحمد صلاح أن يقول؟

يتابع العالم تطورات الأحداث على غزة، والتي بدأت في السابع من تشرين الأول/أكتوبر 2023، حين بدأت جولة جديدة من صراع عسكري وسياسي وثقافي يمتد منذ عقود، وبجانب الجولات العسكرية، يتشكّل مجال عام، يُدلي فيه عديد من الأشخاص بآرائهم وانحيازاتهم، وآخرون يتم استدعاؤهم لإعلان موقفهم من الأحداث، ما يجعل الحرب على غزة نموذجا مثاليا للصراعات الكبرى، والطريقة التي يتم التعاطي فيها ثقافيا مع هذه الصراعات.

في هذا السياق، نجد المفكر اليوناني، ووزير المالية السابق في حكومة حزب “سيريزا”، يانيس فاروفاكيس، يعلن مواقف مناصرة للفلسطينيين وحقوقهم، تم بعدها استهدافه ومنعه والتضييق عليه في أكثر من مناسبة، من قِبل منظمات ومؤسسات أكاديمية غربية؛ من جهة أخرى، شاهدنا على مواقع التواصل الاجتماعي عديدا من المناشدات، التي تصل حد السباب والشتائم، للاعب المصري محمد صلاح، ليدلي بدلوه، ويعلن مناصرته للفلسطينيين.

يمثل كل من فاروفاكيس وصلاح مفارقة القرن الحادي والعشرين، بخصوص التأثير والتفاعل في الحيز العام، فالأول مثقف وسياسي غير “مؤثّر”، وشهرته لا تتجاوز الوسط الأكاديمي، وبعض دوائر المهتمين بالسياسة؛ أما الثاني فقد أصبحت شهرته بمثابة علامة تجارية، لها ثمنها وتأثيرها، لا على المستوى المحلي والعربي، الذي يُطلق عليه لقب “فخر العرب “، بل تمتد لتكتسب طابعا عالميا.

في الماضي، تشكّلت المواقف السياسية بالأساس وفق منظومة العمل السياسي، التي تحوي أحزابا وحركات، تعلن مواقف، وتتبنى وجهات نظر. مثّلت هذه الحالة الوزن التأثيري الأكبر في تشكّل وجهات نظر الحيّز العام. بعبارة أخرى: كان للسياسيين، وبعض المثقفين المنخرطين في العمل السياسي، الثقل الأكبر في إثراء الحيّز العام. يمثل يانيس هذا الاتجاه، الذي فقد ما يمثّله من ثِقل، أمام المؤثّرين الجدد، وما يمتلكونه من مقدرة، تجعل من مجرد فيديو، مدته ثوانٍ معدودة، مطلبا للرأي العام، ثم مثارا للجدل عند إصداره.

كيف وصلنا، بالأساس، ونحن نتحدث عن الحرب على غزة، أو الصراع الفلسطيني-الإسرائيلي، لمطالبة لاعب كرة، مثل محمد صلاح، ليطلعنا عن رأيه، أو يخبرنا بما نفعله، أو حتى يتكرّم على غزة بالقليل من أمواله؟ ولماذا ينحسر دور المثقفين، وإسهامهم في المجال العام والتأثير على الأحداث، بينما تتعزز قدرة المشاهير غير المسيّسين؟

عصر المثقفين: كيف بات “المفكرون” قادرين على الاتهام

يميز الكاتب الأمريكي آلان سيدني كاهان، في كتابه ” صراع العقل ضد المال”، بين ثلاث مراحل، شكّلت مسار العلاقة، التي ارتبط بها المثقفون بالحيز العام، فحتى أواخر القرن التاسع عشر، لم يكن هناك استخدام واسع لكلمة “مثقف”. كان هناك عديد من “المفكرين”، لكن مصطلح “المثقف” دخل لأول مرة في نطاق الخدمة والتأثير في الحيز العام، واستُخدم على نطاق واسع في فرنسا، في سياق صراع سياسي عنيف، مرتبط بالحادث الشهير، المعروف باسم “قضية دريفوس”.

اتُهم ألفريد دريفوس، النقيب في الجيش الفرنسي من أصل يهودي، زورا بأنه جاسوس ألماني، وأُدين بناء على أدلة مزوّرة. وفي الثالث عشر من كانون الثاني/يناير 1898، نشرت صحيفة فرنسية رسالة، تحت عنوان “إني أتهم”، توجّه بها الروائي إيميل زولا إلى رئيس فرنسا، احتجاجا على الظلم الواقع بحق دريفوس، وعلى مدار الأسابيع التي تلت، نشرت الصحيفة أسماء مئات الأفراد، الذين أيدوا شكوى زولا. تألّفت القائمة بشكل حصري من الأساتذة والكتّاب والفنانين، وهكذا اعتُبرت رسالة زولا ومؤيدوها أول “احتجاج للمثقفين”(1).

ومنذ تلك اللحظة، دخلت كلمة “مثقف” في نطاق الاستخدام الشائع، وشكّلت هذه الصيغة تتويجا لعملية طويلة من التكوين، وتم الاعتراف بمكانة المثقفين الجديدة، كما حلّت كلمة “المثقف” بشكل متزايد محل كلمة “المفكر” القديمة. تزامن هذا مع تشكّل الرأسمالية الحديثة. فقد كان ظهور قدرات “المثقفين”، وقوة تأثيرهم، دلالة على تحالف مكوّن من طرفين، البرجوازية والمثقفين، ضد الإقطاعية والكنيسة والتقاليد، وهذا ما يعتبره كاهان المرحلة الأولى، التي شهدت بداية “شهر العسل” بين المثقفين الجدد والسلطة الرأسمالية الناشئة (2).

عرفت المرحلة الثانية تطورا سريعا في أعداد المثقفين، ففي الأوساط الأكاديمية تضاعف عدد أعضاء هيئة التدريس بالجامعات، في بريطانيا وفرنسا وألمانيا، ثلاث مرات تقريبا، خلال النصف الثاني من القرن التاسع عشر، اذ ارتفع من حوالي 3000 في عام 1865 إلى حوالي 8500 عام 1910؛ كما شهدت تلك الفترة زيادة كبيرة في عدد طلاب الجامعات، تصل إلى خمسة أضعاف؛ كما ارتفع عدد الكتب المنشورة في تلك البلدان، ما يعطي مؤشرا على عدد المؤلفين، الذي تزايد من اثني وعشرين ألفا عام 1850، إلى أكثر من خمسين ألفا عام 1890 (3).

بعد ذلك، شهد الربع الأول من القرن العشرين حالة التجلّي الأعظم للمثقفين، وهي المرحلة الثالثة، حين شكّل ظهور العمّال، بوصفهم طبقة، تطورا ساعد على إنهاء ما يمكن تسميته “شهر العسل بين العقل والمال”، وأتاحت طبقة البروليتاريا الفرصة للمثقفين لتحقيق الارتباط الاجتماعي، وبدأت تتشكل وجهات نظر نقدية ضد الرأسمالية نفسها، حتى أصبح، من بين المثقفين أنفسهم، من قاد ثورات بلاده، مثل فلاديمير لينين، المحامي الروسي، الذي سيصبح قائد الثورة الاشتراكية الروسية عام 1917؛ ورفيقه ليون تروتسكي، الذي سيتولى قيادة الجيش الثوري للدولة الاشتراكية الوليدة.

شهد القرن العشرين انخراط المثقفين في القضايا المصيرية الكبرى: ديكتاتورية البروليتاريا، حق تقرير المصير للأمم والتحرر الوطني، النضالات والحركات العمالية، النضال المسلّح، حق تكوين الأحزاب وممارسة العمل السياسي. إلا أنه، وصولا لنهاية القرن العشرين، ومع تفكك الاتحاد السوفياتي، وتطوّر الرأسمالية واستتبابها في تسعينيات القرن، وسيطرة البنوك والشركات على العالم، وسقوط الأنظمة الشمولية والاستبدادية في بلدان الكتلة الشرقية، أحيل الفكر والسياسة، والفاعلون فيهما، إلى شكل يبتعد عن القضايا التاريخية، ويقترب أكثر من النزعات الذاتية، الأمر الذي ألقى بالمثقفين ناحية “الاستقالة السياسية” (4)، والتي أحلّت شكلا رائجا من “الثقافة النصيّة”، بدلا من “الثقافة المناضلة،” وأصبحت على إثرها النظريات عموما، والسياسية منها خصوصا، مجرّد اهتمامات تخصصية وأكاديمية.

يخبرنا المفكر الهندي إعجاز أحمد، عن التحول الذي طرأ على واحدة من أهم النظريات السياسية آنذاك: الماركسية. إذ تم تفريغها من عناصر قوتها، والتي جذبت فيما مضى عديدا من المثقفين، وأطّرت علاقاتهم بمجتمعاتهم، لحساب رؤية لها، أو تنظيرات تدعو إلى ضرورة نبذها التام، بوصفها نظرية سياسية، والتعامل معها بوصفها طريقة في “القراءة” أساسا، وتحليلا يُضيء النصوص، بين جملة من التحليلات المماثلة؛ وهناك تنظيرات أخرى، تتعامل مع الماركسية باعتبارها نظرية، ولكن نظرية في المعرفة فقط (5).

“صناعة الثقافة”: اللاجئون العلمانيون في غربة “السوق”

في عام 1979، نشر المفكر الفرنسي ريجيس دوبريه كتابا يتضمّن تحليلا عميقا للحياة الثقافية الفرنسية، بعنوان: “معلمون وكتّاب ومشاهير: المثقفون في فرنسا الحديثة”. الفكرة التي يطرحها دوبريه هي أن المثقفين الباريسيين، والذين اكتسبوا شهرة عالمية حينها، كانوا ما بين عام 1880 وحتى عام 1930 “لاجئين علمانيين”، يفرون من بطش الكنيسة، وكان المثقف يحتمي بلقب الأستاذ، وعمله في المختبرات والمكتبات وقاعات الدروس.

وفي هذه السياق امتاز المجتمع البرجوازي، المتشكّل حديثا، بنشوء الحيز العام، الذي يقف بين المجتمع المدني والدولة، ولأول مرة في التاريخ، أصبح من الممكن للأفراد والجماعات تشكيل الرأي العام، معبّرين مباشرة عن احتياجاتهم ومصالحهم، بينما يؤثرون على الممارسة السياسية (6)، فصار المثقف يدعم أحزابا وتوجهات سياسية، ما بين يسار ويمين، وماركسيين وليبراليين، ويؤيد ويدافع عن حركات التحرر الوطني هنا وهناك، في أفريقيا وآسيا وأمريكا اللاتينية.

لم تدُم هذه الأوضاع الجديدة، فمن سبعينيات القرن العشرين (7) بدأ تقاطر المثقفين على أجهزة الإعلام الجماهيرية، فأصبحوا صحفيين، وضيوفا، ومضيفين، ومستشارين، ومديرين في برامج الإذاعة والتليفزيون، ولكن إنجاز حياة كل منهم، باعتباره مفكرا أو مثقفا، أصبح يعتمد على تقبّل أو رفض المشاهدين والقراء والمستمعين، أي أنه يُحكم له بالتفوق أو يُقضى عليه بالنسيان، حسبما يقرر هؤلاء “الآخرون”، الذين أصبحوا جمهورا مستهلكا، ومنذ تلك اللحظة التاريخية، دخلنا إلى عصر “صناعة الثقافة”.

ومصطلح “صناعة الثقافة” صاغته “مدرسة فرانكفورت”، وهي عبارة عن جماعة مثقفين ومنظّرين، فرّوا من النازية إلى الولايات المتحدة في الثلاثينيات، للدلالة على عملية تصنيع الثقافة، ذات الإنتاج الضخم والضرورات التجارية. إذ تُظهر منتجات الصناعة الثقافية الخصائص نفسها، التي تتبدّى في المنتجات المادية الأخرى، من تسليع وإنتاجية كبيرة وخلق أسواق ثقافية، وبهذا الشكل أصبح لزاما على المثقفين الاستغناء عن أدوار السياسيين والثوريين، ولعب دور جديد، يتمثّل في توفير منتجات الثقافة، ومبرراتها المناسبة للمجتمع الرأسمالي المتجه نحو الاستهلاك. لن يتم تكليف المثقفين بعد الآن بفرض أية أخلاقيات معيّنة، لأنها وظيفة السياسيين والثوار، بل سينحصر دورهم في طرح منتج لا يقدّمه السوق، بدلا من الأفكار القديمة السيئة عن استبدال السوق برمته (8).

وقد توقّع اثنان من رواد مدرسة فرانكفورت، ماكس هوركهايمر وتيودور أدورنو، في كتابهما “جدل التنوير”، مجيء التلفاز، أي ظهور شكل جديد من أشكال الثقافة الجماهيرية، يجمع ما بين الرؤية والصوت والصورة والسرد، في نظامٍ يجسّد أنواع إنتاج “صناعة الثقافة” ونصوصها واستقبالها. كما أكدا أن نظام الإنتاج الثقافي، المُهيمن عليه من السينما والبث الإذاعي والصحف والمجلات، قد تم السيطرة عليه، من خلال ضرورات الدعاية والعمل التجاري؛ وعمل على خلق تبعية المثقفين لنظام الرأسمالية الاستهلاكية. وبهذه الكيفية تم تسكين المثقفين في أدوار ومهام جديدة، في خدمة المجتمع الاستهلاكي.

كان توقّع رواد مدرسة فرانكفورت، بصدد استحداث “صناعة للثقافة”، بمثابة البداية، التي تكللت بالنهاية في عصرنا بصناعة كاملة للمشاهير والمحتوى المراد تقديمه، بجانب منصات ومؤسسات جديدة، أصبحت بمثابة الحاضنة لهؤلاء المشاهير وجمهورهم. لم يعد الأمر يتوقّف على ما يقدمه الفرد، ويسعى من خلاله للتأثير على الحيز العام، ومن ثَم يحظى بالشهرة، بل العكس، فالحدود الجديدة للحيّز العام، تمت إعادة تشكيلها، وفق الأدوار الجديدة التي تخدم السوق.

يرى المفكران إريك كازدين وإمري زيمان، في كتابهما “ما بعد العولمة”، أنه تمّ التعامل مع الحيز العام، والمؤثرين فيه، وفق ما تسعى إليه فلسفة ما تسمى “الليبرالية الجديدة”، والتي تميّزت بالمد والنشر الشرسين لقيم السوق في كل مؤسسة اجتماعية وعمل اجتماعي. وبهذا تعني “الليبرالية الجديدة” أن البشر مُشكَّلون بالكامل ليكونوا “كائنات اقتصادية”، وأن جميع أبعاد الحياة البشرية مشكَّلة وفق عقلانية السوق (9).

“العقلانية الجديدة”: من الاستقالة السياسية إلى “الأحااا”

تلك العقلانية الجديدة للسوق مثّلت أحد الأسباب الرئيسية، التي دفعت رواد مواقع التواصل الاجتماعي لمطالبة محمد صلاح بالظهور، وإعلان موقفه بصدد الحرب على غزة، إذ تتوافر فيه مقومات الشهرة والتأثير، بما يحوزه من متابعين ومتفرّجين، لا بسبب رأي سياسي يدافع عنه، أو انخراطه في عمل اجتماعي. كما لا يمكن فصل هذه “العقلانية”، عما أحدثته من تراجع تأثير السياسيين والمثقفين في الحيز العام، وفقدان الطبقات الشعبية ثقتها بالسياسيين، نتيجةً مباشرة لاستقالتهم السياسية، وانصرافهم للعب أدوار آمنة، بوصفهم أساتذة وباحثين، عوضا عن مخاطر ومجازفات الانخراط السياسي.

وبخروج صلاح عن صمته، لم يلق إلا مزيدا من الاستهجان، خصوصا في ظل اللغة الغامضة التي تحدّث بها، وكلماته المنتقاة بعناية، من قِبل مدير أعماله، والتي لا تمِس الرعاة والمُعلنين التجاريين بسوء، بعكس ما قوبل به الموقف الصريح الذي أعلنه فاروفاكيس، ولاقى على إثره المنع والتعسّف من قِبل الرعاة الأكاديميين، الذين لم يرُقهم تصرفه، ومسارعته لأداء دور لم يكن مخططا له، فقد تخلّى عن العمل الأكاديمي منذ زمن.

من ناحية أخرى كان خطاب باسم يوسف (10)، الذي تم تقديمه في برنامج بيرس مورجان، بوصفه “مقدّم برامج وساخر، بجانب زواجه من فلسطينية”، أحد الخطابات الأكثر رواجا وتأثيرا على مواقع التواصل الاجتماعي، بخصوص الحرب على غزة، وبغض النظر عما يمكن أن يقوله باسم أو يدافع عنه، فلم يكن المنطق أو الرؤية السياسية أو التماسك الفكري، هم محط التأثير وإثارة الجدل، بقدر ما كان لفظ “أحااا” بالعامية المصرية، الذي يعتبره البعض لفظا خارجا، هو محور الإعجاب والتداول. لقد استطاع باسم أن يقول “أحااا” في وجه العالم، وكأن هذا هو ما نحتاجه فقط.

لقد تم موضعة القضية الفلسطينية، كأي منتج آخر، يتم من خلاله تشغيل المؤثّرين والمشاهير، لصنع مقاطع فيديو متداولة، تجني ملايين المشاهدات؛ بجانب احتجاجات لا تتجاوز تغيير الصور الشخصية، أو إرفاقها بعلم فلسطين؛ والانتشار الواسع لـ”الريلز”، التي تعكس صراخ الفلسطينيين، وتقدّم صورة ما عن تدمير حياتهم. واختُزلت ردود الأفعال في الفُرجة، والدعاء أحيانا.

المصادر

(1) آلان سيدني كاهان، صراع العقل ضد المال

(2) نفس المصدر السابق

(3) نفس المصدر السابق

(4) إعجاز أحمد، في النظرية “طبقات وأمم وآداب”

(5) نفس المصدر السابق

(6) يورجن هابرماس، الانعطاف البنيوي في الحيز العام

(7) ريجيس ديبراي، معلمون وكتاب ومشاهير:المثقفون في فرنسا الحديثة

(8) تيم إدواردز، النظرية الثقافية

(9) ما بعد العولمة، إريك كازدين وإمري زيمان

(10) حلقة باسم يوسف مع بيرس مورجان

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.
5 2 أصوات
تقييم المقالة
0 تعليقات
Inline Feedbacks
مشاهدة كل التعليقات