الشريحة والوعي.. أو ما الذي لا يفهمه إيلون ماسك؟

الشريحة والوعي.. أو ما الذي لا يفهمه إيلون ماسك؟

في الثلاثين من كانون الثاني/يناير عام 2024، أعلنت شركة Neuralink، التي يملكها أيلون ماسك، من خلال عدد كبير من المنصات الصحفية، عن تحقيقها واحدا من أهم إنجازاتها على الإطلاق: إجراء أول تجربة بشرية، يتم فيها زراعة شريحة إلكترونية في مخ بشري. تقوم هذه الشريحة بربط مخ الانسان بجهاز كمبيوتر، أو ما يعرف علميا باسم Brain-Computer Interface” (BCI)”، تقوم الشريحة، المتصلة ببطارية صغيرة وجهاز نقل إشارة، بترجمة الإشارات العصبية في منطقة مُعينة في المخ، من خلال الإلكترود (جهاز القطب الكهربائي)، من ثم تحويلها الي لغة الآلة عبر الشفرة الثنائية Binary Code، وإرسالها إلى الكمبيوتر، الذي يستقبلها ويقوم بتنفيذ فحوها على الفور. يمكن لهذه التقنية أن تُساعد مرضى التيبّس العضلي، أو مرضى الشلل، أو المكفوفين، وتُسهِّل عليهم حياتهم اليومية، من خلال توفير بديل حسي اصطناعي لهم. وهو أمر مشابه لما نجح به العلماء سابقا، عبر زراعة سماعات وشرائح في أذن مرضى الصمم، وصار اليوم من قبيل الأمور المُسلّم بها.

لا تقدم تجربة Neuralink هذه، رغم كل الضجة الإعلامية حولها، أي جديد فعلي، فهذا المبحث مُستمر تقريبا منذ سبعينات القرن الماضي، ووصل درجة من النضج والتجربة السريرية الناجحة منذ التسعينات، لكن المختلف هذه المرة هو الهدف النهائي من التجربة، وطموح إيلون ماسك، الذي دفعه لتأسيس الشركة من الأساس.

يؤمن إيلون ماسك بفرضية “المُفردة” Singularity، وهو المفهوم الذي طرحه عالم الرياضيات الأميركي فون نيومان، في خمسينات القرن الماضي، ويعني لحظة مُحددة في الزمن، سوف تختلف فيها الحضارة البشرية كما نعرفها، نتيجة لاختراع تكنولوجي جديد. وعلى مدار النصف الثاني من القرن الماضي، دأب العلماء والمفكرون في التفكير بهذا المفهوم، واتفق كثير منهم مؤخرا على أن المُخترع التكنولوجي الجديد، الذي يمكن أن يكون “المفردة” المغيّرة للتاريخ، وهو الذكاء الصناعي AI، الذي يمكن أن يتطور حتى يفوق قدرات صانعيه البشر، ويبدأ في تهديد حياتهم، وتغيير نمط معيشتهم مرة واحدة وإلى الأبد. انتقلت هذه الفرضية من قلب الدوائر الأكاديمية المتخصصة إلى الثقافة الجماهيرية الأميركية والسينما الهوليوودية، فبتنا نرى أفلاما مثل Terminator، Matrix، 12 Monkeys، وغيرها من أفلام الديستوبيا، التي ينتصر فيها الذكاء الصناعي والآلات على البشر، ما يؤدي إلى تدمير الحضارة، إلى أن نرى البطل، الذي يخرج من بين الرُكام، ليُخلص البشرية من سيطرة تلك الآلات.

يرى ماسك نفسه ذلك البطل بطريقةً أو بأخرى، فهو يريد من شركته أن تقدم لنا نحن البشر فرصة للتفوّق على الذكاء الصناعي الخارق Superintelligence، من خلال ربط المخ البشري البيولوجي بأدوات وامكانيات تكنولوجية، وفي النهاية ربط جميع العقول البشرية معا، بطريقة تشبه  “التخاطر” telepathy. هذا الربط يمكن أن يحوّلنا من مجرد بشر تقليديين إلى “سايبورغ” Cyborg، أي مزيج من الانسان والآلة. يقول ماسك نفسه إننا في كل الأحوال نعيش اليوم حالة السايبورغ، فنحن نمتلك أجهزة هواتف ذكية، وكمبيوترات محمولة، وقريبا نظارات واقع مُعزز. هذه الأدوات تقوم بتحسين أدائنا اليومي، ودونها نفقد الكثير.

يبدو ايلون ماسك شديد التأثر بالعمل الأشهر في هذا الموضوع ضمن الثقافة الجماهيرية، وهو المانجا اليابانية Ghost in the Shell (شبح في الهيكل) من كتابة ورسم الفنان ماساميو شيرو، وهو العمل الذي ألهم استديوهات الانيميشن وصانعي الأفلام وحتى الألعاب، لتقديم قصته مرة بعد مرة، وحتى استلهام أفلام وتيمات مختلفة من قالبه. تحكي المانجا قصة المُحققة موتوكو Motoko وهي ضابط في القطاع رقم 9، المسؤول عن التحقيق في جرائم الاختراق الالكتروني والإرهاب، وهي أيضا سايبورغ، أي مزيج من جسد آلي بالكامل ووعي بشري، وتقود فرقة القطاع 9، المتصلين معا بشكل تخاطري، دون الحاجة لاستخدام اللغة، في مواجهة عدو الكتروني، وهو عبارة عن نموذج ذكاء اصطناعي خارق، تمكّن من الهروب من القسم 6، محاولا تدمير صنّاعه قدر الإمكان.

لكن ما مدى واقعية تصوّر إيلون ماسك للتكنولوجيا الجديدة؟ هل يمكن نقل الأفكار من عقل إلى عقل بدون وسيط لغوي أو ثقافي متحدد تاريخيا؟ وإن أمكن نقل الفكرة بدون وسيط، فكيف نفهمها؟ من جهة أخرى، إذا كان بإمكان الشرائح الالكترونية المستقبلية الاحتفاظ بالذكريات، وإعادة رسمها، فكيف نتعرّف على أنفسنا حقا؟ ألا يمكن أن يصبح تصوّرنا عن ذواتنا غير موثوق على الإطلاق، في غياب اللغة وتزييف الذكريات؟ وأخيرا ما الذي سيمنع الشركات والحكومات من التحكّم في وعينا عن طريق تلك الشرائح؟

عالم بلا لغة: هل يمكن فك شفرة الكلمات والمفاهيم؟

يشرح ايلون ماسك للإعلامي جو روغان كيف يرى مستقبل شركة Neuralink. يقول إننا نعاني في هذا العالم من “تشوّه المفاهيم، فلكي نعبّر عن مفهومٍ ما، نقوم بضغط هذا المفهوم في عدد معين من الكلمات، ثم نقوم بنطق هذه الكلمات أو حتى كتابتها، وعندما يستقبلها الآخر، فإنه يقوم بفك ضغطها، وفي النهاية يعرف المفهوم“.

يفهم ماسك إذن الوعي والأفكار، باعتبارها مجرّد بيانات، تتأثر بالتشوهات خلال معالجتها ونقلها واستقبالها عن طريق اللغة، لذلك يقترح بديلا آخر، سوف توفّره Neuralink في المستقبل، يقوم على نقل المفهوم بمنتهى الدقة والوضوح والصحة، بدون وسيط لغوي.

هذا التصور يمكن قبوله مع الإشارات الكهربية في المخ، والتعويل على التقدّم الحالي للشرائح الإلكترونية، في نقل رغبات بسيطة للبشر، مثل تحريك غرض ما، إشعال المصابيح الكهربائية أو إطفائها، تغيير القناة التي يعرضها التلفزيون، الخ. لكن لا يمكن التعويل عليه في حال التعامل مع عالم المفاهيم. يمكنك مثلا أن تفكر في بضع حروف أبجدية لتكوين جملة، فتراها على شاشة الكمبيوتر على هيئة سطر مكتوب، لكنك لا تستطيع التفكير في مفهوم التجربة الروحية والجمالية، التي مررت بها منذ عام، وتنتظر أن يتعامل معها الكمبيوتر، فضلا عن أن يفهمها عقلٌ آخر، ففي حين يسهل تحويل الإشارات العصبية الي شفرة ثنائية binary code، لا يمكن التعامل مع الوعي المتشابك مع اللغة بالمنطق نفسه، وانتظار النتيجة نفسها في النهاية. لغة الآلة تسلك سلوكا محددا بدقة: لدينا مدخلات ومخرجات، بينهما صندوق المعالجة، وعلى درجة صحة المدخلات تأتي المخرجات بالدقة والموثوقية نفسها، وهو ما يستحيل في حالة المفاهيم والوعي، التي يلعب فيها النسبي والغامض ومتعدد الدلالة دورا أساسيا.

تعمل الكتابة والكلام بمثابة أدوات وسيطة، فيقوم الكلام بتحويل المفاهيم إلى صوت، والكتابة تحوّل الكلام والمفاهيم الي علامات، بينما تريد شركة Neuralink أن تنفي جميع تلك الوسائط، وهو ما يضعنا أمام أسئلة فلسفية شديدة الأهمية.

تساءل فلاسفة مشاهير، مثل دلتاي وغادميرا وريكور عن الطريقة المثالية لتأويل الأفكار التي تتوسطها اللغة، على اعتبار أنه لا يمكننا أن نفهم أي فكرة معقدة بدون تأويل، ولكن كيف يمكن للتأويل أن ينشأ بدون لغة أصلا؟ وكيف نتأكد من دقة الفكرة المنقولة وقابليتها للفهم؟ تظهر الإشكالية الحقيقية عند التفكير في قدرة الإشارات العصبية/الكيميائية على استنساخ التجربة الواعية من مخ إلى أخر، أي أن السؤال الذي تطرحه الهيرمينوطيقا (علم التأويل) هنا ليس عن قابلية اللغة للفهم، وإنما ما البنية الأساسية للفكرة الإنسانية أصلا؟

يُميّز الفيلسوف الأمريكي جون سيرل بين نوعين من الذكاء الصناعي AI، فيعقد مفارقة بين الذكاء الصناعي الضعيف Weak AI والذكاء الصناعي القوي Strong AI. الذكاء الصناعي الضعيف هو ذلك النوع من المنتجات البرمجية، التي نعرفها اليوم، وأشهرها Chat GPT، أما الذكاء الصناعي القوي فهو البرمجية التي يمكنها أن تتفوّق علينا نحن البشر في الوعي، إنه النوع المُنتظر لتحقيق “المُفردة” التي ستغيّر التاريخ، ويعتقد سيرل أن بين الذكاء الصناعي الضعيف والقوي قفزة ضخمة، نحتاج نحن البشر لتحقيقها أولا، ولن تتحقق إلا إذا عرفنا ماهية الوعي، وكيف ينشأ.

يمكننا أن نُسقط هذا التمييز على معضلة ربط الدماغ البشري بالكمبيوتر، ونُميز بين نوعين من الربط: الربط القوي Strong BCI، الذي ينقل الأفكار من مخ إلي أخر بدون لغة، كما في إنمي Ghost in the Shell، والربط الضعيف Weak BCI مثل الذي تقدمه شركة Neuralink حاليا، وللوصول إلى الربط القوي المُتخيّل فنحن في حاجة الي قفزة تتجاوز اللغة بكل تعقيداتها، لفرض وسيلة تواصل جديدة مباشرة، هذه القفزة لا تعادي فقط الهيرمينوطيقا ومناهجها، التي تبحث التفسير والفهم، لكنها تتجاوز ذلك وصولا الي “الفينومينولوجيا” (الظاهراتية)، التي تعالج خبرة الانسان الوجودية هنا والآن. اللغة، بالنسبة لكثير من المفكرين المهتمين بالتجربة الوجودية وظواهرها، مثل مارتن هايدغر وإدموند هوسرل، هي “بيت الوجود”، أي أنها بناء تقبع داخله خبرة الإنسان الذاتية، وتشفير لما تجود به منابع الذات في النهاية.

المعضلة ليست في الوسيط اللغوي المُضطرب، كما يتخيّل أيلون ماسك، وانما في بنية وخبرة الذات في العالم، والتي لم يتوصل البشر حتى الآن لسبر أغوارها، ما يجعل من المستحيل تحقيق فهم كامل للفكرة المنقولة من شخص الي آخر، بدون لغة وتأويل، لأن الفكرة نفسها تختلف من ذات إلى أخرى.

لغز الوعي: هل تلك الوقائع والصور ذاكرتنا فعلا؟

في مانجا Ghost in the Shell تتعرّض البطلة موتوكو Motoko الي أزمة وجودية، فهي لا تعرف من هي على وجه التحديد، هل هي انسان آلي أم إنسان؟ والأهم كيف يمكنها أن تعرف نفسها؟ فيخبرها زميلها في الشرطة أن هذه الأزمة الفلسفية في الحقيقة مفتعلة، فيكفي أننا نُفكر حتى نعرف أننا موجودون وواعون بالعالم حولنا. تُعرف هذه الإجابة بالموقف الديكارتي من العالم، فالكوجيتو الديكارتي يقترح حلا وحيدا للرد على الشكوكية: “أنا أفكر إذن أنا موجود”، وهذا المُقترح هو البنية الفلسفية الأساسية لنظرية المعرفة، التي يعتمد عليها العلم في التعامل مع الذكاء الصناعي AI والربط البشري BCI.

لو افترضنا أن خبرة الإنسان الذاتية وإحساسه بوعيه هو موقف الشخص الأول (الذاتية)؛ أما مفهوم العلم عن الوعي بوصفه مجموعة من العمليات العصبية البيولوجية هو موقف الشخص الثالث (الموضوعية)، فهذا يعني أن العلم يفترض أنه لا يوجد حاجز مبدأي بين الشخص الأول والشخص الثالث، ويمكن للشخص الثالث تحديد ومعرفة كافة مُدركات وتفاصيل الشخص الأول بمراقبة إشارات المخ، وكلما ازداد تعقّد الآلة، وتقدّمت التكنولوجيا، كلما أمكن تحقيق الهدف الأكبر لإيلون ماسك، بتحقيق الربط القوي، الذي قد يستغرق برأيه فترة، تتراوح من خمس إلى عشر سنوات، بحسب تطور التكنولوجيا.

يعتقد فلاسفة مثل هيربرت دريفوس وريتشارد رورتي وروبرت براندوم أن البنية الفلسفية للعلم، وخصوصا العلوم الإدراكية، عاجزة عن التعامل مع الوعي، ويقدمون النقد الأقوى لهذه الفلسفة، انطلاقا من فلسفة هايدغر في كتابه “الوجود والزمن”، الذي يعتبر أن الفلسفة الديكارتية تفترض قسمة مفتعلة بين الذات والموضوع، وفي المقابل يعتقد أن الوعي البشري هو حصيلة تفاعل الكائن مع العالم، أي أن المعرفة البشرية هي نتاج صيرورة الكائن هنا والآن، فالظواهر والموضوعات تتمثّل بطريقة مختلفة لكل كائن، وتتحدد أولويتها في شبكته المعرفية بشكل مختلف، من هنا يستحيل أن تتطابق المفاهيم والظواهر الحسيّة بين جميع البشر.

من جانب آخر، يقترح ماسك إضافة مهمة، يمكن أن تقدمها Neuralink، وهي قدرة الشرائح على حفظ الذكريات في المستقبل، ما يمنع البشر من القلق على ذاكرتهم من النسيان والتشوّه، وأمراض مثل الزايمر، وهو ما يضعنا في معضلة، مثل التي واجهتها موتوكو في رحلتها: كيف يمكن أن نثق في ذكرياتنا؟ وكيف نعرف أنها غير مُصطنعة؟

تعمل ذاكرتنا البشرية بطريقة مخالفة تماما لذاكرة الكمبيوتر، فبينما يحتفظ الكمبيوتر بالبيانات على هيئة شفرة ثنائية binary Code، يحتفظ المخ البشري بالذاكرة على حسب الظرف الذي جرت فيه، ويلغي عشرات الذكريات، ويمكنه أن يستعيد ذاكرة في لحظة معينة، مشابهة للحظة حدوثها، سواء في سياق اجتماعي، أو ظرف وجودي معين، ولا يمانع تشويه الذكريات أو تعديلها لتناسب واقعه الحالي، كما في حالة مرضى الصدمات النفسية والجنود العائدين من المعارك، فمع الوقت يقوم المخ بتعديل تلك الذكريات، وإضافة عناصر وحذف عناصر، من أجل منح الانسان أكبر قدر ممكن من التكيّف. هل نعرف فعلا اللغة والشفرة التي تنظّم عمل المخ في كل هذه العمليات؟

باختصار، فإن ظواهر عمل الدماغ البشري هذه، هي ما حاول الفلاسفة تقديمه عبر “الفينومينولوجيا”، ولا يمكن أن تكتسبها الآلة، أو أن تنقل من إنسان لإنسان آخر، وضمان وصولها بشكل كامل، سواء اعتمادا على اللغة أو على الشرائح الإلكترونية.

ملكية البيانات: ماذا إذا اختُرقت الشرائح في أدمغتنا؟

تمت معالجة مانجا Ghost in the Shell سينمائيا في العام 2017، وتحوّلت الي فيلم هوليوودي بطولة سكارليت جوهانسون وجولييت بينوش، لكن المعالجة جاءت هذه المرة مناسبة للظرف الحالي. إذ يعرض الفيلم شركة خاصة، تقوم ببناء الآلات والهجائن بين البشر والآلات، ومنها جاءت موتوكو. وتهدف الشركة لتحقيق أكبر أرباح ممكنة، من خلال تعاونها مع الدولة، في تحويل المعارضين السياسيين الي هجائن بشرية، تعمل لصالح جهاز الشرطة. وخلال الفيلم كله تواجه البطلة الأسئلة نفسها، التي وردت في المانجا، لكنها هذه المرة ملموسة أكثر: مَنْ يتحكم بكل هذا ويمتلكه؟

هذا السؤال طرحه الفيلسوف سلافوي جيجك أيضا في كتابه “هيغل والمخ المربوط”، ففي حالة كون هذه الشرائح متصلة مع بعضها، وعلى اطلاع دائم على أفكارنا، فمَنْ يجمع هذه البيانات ويمتلك سلطة عليها؟ وكيف يستفيد منها؟

هذه الأسئلة تقودنا إلى معضلة أخلاقية أخرى: ماذا لو تم اختراق هذه الشرائح، كما يتم اختراق شرائح تنظيم ضربات القلب اليوم؟ وإذا تم اختراق شريحتنا، فهل سنبقى أصحاب مسؤولية أخلاقية عن أفعالنا، يمكن محاسبتنا عليها اجتماعيا وقانونيا؟

لا يبالي ماسك كثيرا بتلك المعضلات، وبالتأكيد لا يمتلك لها حلا، لأنه غالبا لا يفهم المعضلة الفلسفية الكامنة في سؤال الوعي، ولا يعرف غير الطرح التشريحي/العصبي المبتذل، الذي لن يقدم أكثر مما تقدمه شركته اليوم، مثلها مثل شركات الذكاء الصناعي، رغم كل الهالة الإعلامية التي تحيط بهذا النوع من الشركات.

ربما سيظل الوعي الي حدٍ كبير صندوقا أسود، لا نعرف كيف يعمل تحديدا، كما يقول الفيلسوف ديفيد شالمرز، وإلى أن نعرف حقا فمن الأفضل أن نخفف قليلا ادعاءاتنا، أو على الأقل نكفّ عن محاكاة قصص الكوميكس والمانجا لإثارة خيال الجمهور، هذا إذا أردنا طبعا أن نؤخذ على محمل الجد.  

المراجع

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.
5 5 أصوات
تقييم المقالة
0 تعليقات
Inline Feedbacks
مشاهدة كل التعليقات