المفتي والناقد: ما أهم مراجعاتنا حول تاريخ الحرب والقضية؟

المفتي والناقد: ما أهم مراجعاتنا حول تاريخ الحرب والقضية؟

شهد العالم، في العقود الأخيرة، جهودا كبيرة لإعادة تقييم التاريخ، والروايات المرتبطة به. من بين هذه الجهود، حركات “المؤرخين الجدد”، التي تأسست في عقد الثمانينيات من القرن الماضي، بهدف إعادة تقييم الروايات التاريخية الراسخة، و تفكيك الأساطير الوطنية التي بنيت عليها الدول، وتوضيح الحقائق المتعلقة بالنزاعات والتاريخ المشترك بين الشعوب. هذا التفكيك يساعد في تقديم صورة أكثر شمولية ودقّة للأحداث التاريخية، مما يعزز من القدرة على بناء جسور التفاهم والسلام بين الشعوب. يتطلّب هذا النهج النقدي شجاعة أكاديمية، واستعدادا لمواجهة الردود المعارضة من الروايات التقليدية.

انعكست جهود “المؤرخين الجدد” بشكل إيجابي على عدة دول ومجتمعات، ومنها المجتمع الإسرائيلي، ففي عام 2015، عندما ادّعى رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أنّ أمين الحسيني، مفتي القدس الأسبق والشخصية الوطنية الفلسطينية المعروفة، لعب دورا رئيسيا في إقناع أدولف هتلر بتنفيذ “الحل النهائي” لإبادة اليهود، تصدّى المجتمع الأكاديمي الإسرائيلي لهذا الادعاء بشكل حازم، رافضا “تسييس التاريخ”، ومؤكدين على أهمية الدقة التاريخية والموضوعية، بعيدا عن الأجندات السياسية.

ولكن هل هذه مجرد “صحوة ضمير” من طرف أُثقل ضميره بالانتهاكات والمظالم؟ ماذا عنّا نحن؟ هل مفتونا وقياديونا ومفكرونا أبرياء تماما؟ ألا نحتاج لبعض النقد لرواياتنا المؤسسة؟ أم أن كل شيء لدينا سليم تماما؟ وما النقّاد إلا مستلبون لعدو أجنبي؟

المفتي غير التائب: كيف استمر الحسيني قائدا عربيا بعد الحرب؟

يعدّ الحاج أمين الحسيني شخصية مثيرة للجدل. إذ يشير الباحث الفلسطيني مصطفى عباسي إلى ثلاثة مواقف رئيسية كانت منتشرة بين الفلسطينيين، في بداية الحرب العالمية الثانية: بعضهم كان محايدا؛ وبعضهم كان مؤيدا للبريطانيين؛ والبعض الآخر كان معاديا لهم، ومتعاونا مع النازيين. وقع الحسيني في الفئة الأخيرة، إذ تحالف مع ألمانيا النازية وإيطاليا الفاشية. ومع ذلك، بقي تجنيد النازيين للمسلمين محدودا في الشرق الأوسط، على عكس مناطق مثل البلقان وشمال إفريقيا وشمال القوقاز.

اعتراف بعض القادة العرب بأمين الحسيني رمزا للنضال ضد الاستعمار، بعد الحرب العالمية الثانية، وكان ذلك متزامنا مع انتقادات وانقسامات داخلية بين الفلسطينيين أنفسهم. فقد أدى الصراع بين الفصائل المؤيدة للحسيني، والأخرى المعتدلة، مثل عائلة النشاشيبي، إلى زيادة الانقسامات والتوترات الداخلية، بين أصوات معتدلة ومؤيدة للحلول التفاوضية مع البريطانيين، وبين جناحٍ أكثر تشددا يقوده الحسيني.

عموما انحسر التأييد الفلسطيني للحسيني تدريجيا، ويمكن تفسير ذلك بعدة عوامل، بما فيها تعاون الحسيني مع النازيين، والصراعات الداخلية، وفشله في تحقيق نتائج مرضية للمشروع الوطني الفلسطيني.

في المقابل، كان للتأثير الإعلامي لخطب الحسيني الإذاعية دور كبير في تشكيل الرأي العام العربي، واعتباره رمزا قوميا في بقية الدول العربية. وقد استغلّ الحسيني قدراته الخطابية العالية للترويج لنفسه عربيا، إذ عُرف بتمكنه من اللغة العربية “الفصحى”، واعتماده على الاستشهادات الدينية والرموز الثقافية في خطبه، التي تضمّنت عناصر الحماس والتأثير العاطفي. إضافة إلى ذلك، ساهم البعد الجغرافي عن الأحداث الداخلية في فلسطين، في تعزيز مكانته في أكثر من دولة عربية.

حالة تراجع التأييد الفلسطيني لأمين الحسيني، في مقابل ارتفاع تأييده عربيا، تتشابه مع صور أخرى، من المزايدة الشعبوية العربية، الإسلامية أو “التقدميّة”، على مأساة الفلسطينيين اليوم، لأنّ دورهم في أدبيات المنظومة الفكرية العروبية، مقترن “بالموت الاستراتيجي”، في سبيل فضح وحشية الكولونيالية، والصهيونية، والإمبريالية، الخ. وهذه الغايات السامية، هي رؤية  توافقية بين “الثوار ضد النظام العالمي”، من قوميين عروبيين وإسلاميين أصوليين.

ضد “العلمانية الاستهلاكية”: كيف عرفنا “النقدية” عبر المسيري؟

بالتزامن مع الحراك العالمي، الذي يهدف إلى الاعتراف بالأخطاء والمسؤوليات، وبناء علاقة ثقة جديدة بين الشعوب، التي كانت في السابق معادية لبعضها البعض، وفهم معاناة الآخر والاعتراف بمشاعره، والتركيز على الحقائق التاريخية بموضوعية، بدل التعبئة الأيديولوجية، كان هناك اعتراف ضمني لدى بعض الباحثين والمؤرخين العرب بتعاون الحسيني مع النازيين، لكن هذا الاعتراف غالبا ما يكون مرفقا بتبريرات، تتعلق بالنضال ضد الاستعمار البريطاني والصهيونية.

الحسيني نفسه، اختلفنا معه أم اتفقنا، كان أكثر صراحة ووضوحا، بل حتى شجاعة، من كثير من “التقدميين” العرب اليوم، فلم يتنصّل من علاقته مع النازيين. بل ذهب أكثر من ذلك، إذ لم يخف في مذكراته إعجابه بقوة النازيين، وقدرتهم على مواجهة “العدو المشترك”.

ولكن ألا توجد فعلا أية محاولات نقدية جديّة في الفضاء الثقافي العربي؟

هنالك حركات ما، مثل الإسهامات التي قدمها الكاتب المصري عبد الوهاب المسيري، والذي يُعدّ، عربيا، من “أبرز الباحثين في مجال اليهودية والصهيونية”، و”رائد نقد الصهيونية والفكر الغربي”، و”الرجل الذي يمتلك قدرة خارقة على ربط النقاط بين التاريخ والسياسة والاقتصاد والثقافة”.

الرؤى “الجديدة”، التي قدمها  المسيري، حول العلاقة بين الدين والدولة والمجتمع في العالم العربي والإسلامي، قد لا تكون إلا نوعا من “الغموض الاستراتيجي”، الذي يمكن اعتباره بديلا ثقافويا نخبويا عن لغة الأصولية الإسلامية التقليدية.

عبد الوهاب المسيري، في نقده للحداثة الغربية، قام بتصويرها على أنها مادية ومدمّرة للقيم الروحانية، التي يتمتع بها العالم العربي والإسلامي. رأى المسيري أن الحداثة الغربية تسعى إلى فرض رؤية علمانية ومادية، تحطّم القيم الدينية والأخلاقية، التي تشكّل أساس الهوية الإسلامية. هذا الطرح، رغم جاذبيته للبعض، يُغفل حقائق مهمة، تتعلق بطبيعة الفكر الإسلامي نفسه، وواقع المفكرين المسلمين وتاريخهم، الذي شهد تيارات كثيرة، وصراعات متعددة، واضطهادا داخليا طويلا، في زمنٍ سابق بكثير للكولنيالية، والحركات الصهيونية، والمركزية الأوربية، بل في زمن المركزيّة الإسلامية نفسه. مما يعكس أزمة داخلية لا يمكن إنكارها، وليس مجرد مشكلة مع غرب يريد أن يهمين ثقافيا. إلّا إذا كان  المسيري وتلاميذه يعتبرون الآراء الصوفية، التي أعدم بسببها الحسين بن منصور الحلاج مثلا، تجاوزا على الشريعة، لحساب العلمانية الغربية، أو أن فلسفة ابن رشد هي طلائع استشراقية للاستعمار القادم.

المسيري الذي دافع بشدة عن الفلسفة الإسلامية، معتبرا أنها توفّر بديلا متكاملا للحداثة الغربية المادية، لم يتطرّق بشكل نقدي إلى مسألة إعدام الحلاج، واضطهاد ونفي ابن رشد من قبل السلطات الإسلامية. رغم أن الأخير يعدّ من أبرز المفكرين، الذين يُعتبرون دليلا، من قبل كثير من العرب والمسلمين، على تقدّمهم الفكري، فهو الذي أنار الطريق أمام النهضة الأوربية. فيظهر السؤال التالي بشكل بديهي: كيف يمكن لمفكر مثل المسيري، يروّج للفكر الإسلامي، ويتصدّى للحداثة الغربية، أن يتجاهل اضطهاد بعض من أعظم المفكرين المسلمين، على يد مسلمين آخرين؟

ربما الحل الوحيد لهذا التناقض هو بالفعل اعتبار شخصيات مثل الحلاج وابن رشد بوادر للعلمانية المادية الغربية المكروهة، وحينها يتبقّى أمرا بسيط، يتوجّب إعادة تقديمه لإكمال الصورة، حسب فلسفة المفكر المسيري “التجديديّة”، وهو، إذا حاولنا تقليد لغته: “دراسة الأبعاد الروحانية الإسلامية، التي نجحت بتقديم حلول إعدامية إسعافية لحالات مثل الحلاج وابن رشد، بوصف ذلك خطوة استباقية، تفيد التركيز على خطر المادية والاستهلاكية، اللذين سوف يأتيان ذات يوم في هيئة العلمانية، على يد القوى الغربية، لتفكيك الهويات الثقافية والدينيّة للمجتمعات غير الغربية”.

تُظهر المقارنة بين موقف “المؤرخين الجدد” الإسرائيليين، و”ظاهرة” عبد الوهاب المسيري، تباينا كبيرا في كيفية التعامل مع الحقائق التاريخية والنقد الذاتي. فبينما يسعى “المؤرخون الجدد” إلى النزاهة والموضوعية في تحليل التاريخ، يعزّز المسيري وأمثاله خطابا يفتقر إلى النقد الداخلي، ويميل للتلفيقية التاريخية، مما يؤثر سلبا على الفكر الإصلاحي في المجتمعات العربية.

 وفي الوقت نفسه، تعزّز الخطابات الشبيهة بخطاب المسيري المتشدد من الروايات القومية المتطرفة داخل إسرائيل، مما يجعل من الصعب على الجهود الأكاديمية تحقيق غاياتها، في إعادة تقييم السرديات التاريخية، وتحقيق النقد الذاتي، و بناء أسس لعلاقات جديدة بين الشعوب المتحاربة في المنطقة.

ويبدو أن كل هذا لا يخدم فقط مصالح اليمين المتطرف الإسرائيلي، ونظيره في الإسلام السياسي، بل يقدّم أيضا متنفّسا علاجيا للمشاعر الملتهبة لدى “التقدميين العرب”، مما يسمح لهم بتفريغ حماسهم بشكل غير مباشر. ولكن ما الذي يريده اولئك “التقدميون” فعلا؟

الكراهية المتعالية: هل يعبّر الخطاب “التقدمي” عن مشاعره؟

يشترك معظم أصحاب العقليات “اليسارية”، ذات الخلفية القومية الناصريّة “التقدميّة”، مع نظرائهم أصحاب العقلية المتأثرة بالرواية الدينية المتشددة، برفض الحلول الواقعية، لأنها تعتبرها تنازلات، وخيانة للمبادئ القومية العروبية، المستمدة من “يسارية ثورية”، قائمة على مفهوم إيقاظ المظالم واستدامة الاحتراب. ففي أعماق هذه العقلية، يبدو أن هناك خوفا دفينا من فقدان الهوية “النضالية”، في حال تحقق الاستقرار وحُلّت النزاعات. إذ أن الاستقرار يحوّل تركيز المجتمع نحو العمل والبناء، مما يجعل الشعارات الجوفاء، والعداوات الموروثة، بلا جدوى. في الوضع الجديد “المستقر”، تتبدد القيمة التي كانت تستمدها هذه العقلية من تمسّكها بالمظالم والنضال ضد الأعداء، وتواجه فراغا معنويا، لا يملأه سوى تجدّد الأزمات، والتمسّك بالجراح التاريخية، بوصف ذلك أسلوب حياة، يسهم في رفع المكانة المجتمعية  لحامليه، إلى حد ما.

مع ذلك، غالبا ما يكون لدى هؤلاء نظرة فوقية تجاه حلفائهم الإسلامين، إذ يرون أنهم يتمتعون بنظرة ثقافية أعمق وأكثر شمولا، من النظرة “الرجعية” لأصحاب العقلية الدينيّة، وأدبياتهم التي تكفّر المخالفين. إلا أن اولئك “التقدميين” في الواقع يستندون إلى ترسانة فكرية أخرى، لا تقل تكفيريّة، في مواجهة “خيانة” أصحاب الرأي الآخر، “الكارهين لذواتهم” في أحسن الحالات.

تاريخيّا/ لطالما كان الخطاب العربي أكثر قوة ووضوحا من اللغة المواربة التي تحيط به في العصر الحالي، إذ لم يتحرّج الزعماء الدينيون، والشخصيات البارزة في العالم العربي، من التعبير عن مواقفهم السلبية تجاه الأعداء العرقيين والدينيين، متأثرين بالعوامل الدينية والسياسية السائدة.

مثالا على ذلك ما ورد في ذكريات الفقيه والأديب السوري علي الطنطاوي، أثناء عمله مدرّسا في العراق في ثلاثينيات القرن الماضي، حين واجه “مشكلة” تفوّق الطلاب اليهود على الطلاب المسلمين، فسعى لتشجيع الطلّاب المسلمين على الاجتهاد أكثر، بدلا من التلاعب في نتائج الامتحانات لصالح الطلاب العرب، كما اقترح مدير المدرسة آنذاك. وقد رفض الطنطاوي الاقتراح، مؤكدا على ضرورة المنافسة الشريفة، ولكنه لم يرفض من حيث المبدأ ضرورة تفوّق الطلاب المسلمين.

في الزمن الراهن، تغّير الخطاب السياسي والديني العلني بشكل ملحوظ، وأصبح أكثر تحفّظا وديبلوماسية فيما يتعلق بالتصريح بالمشاعر “الأصيلة”. هذا التغير يمكن ملاحظته في كيفية جعل “الصهيونية” بديلا عن “اليهودية”، بوصفها هدفا لخطاب الكراهية.

من الممكن طبعا أن يُبنى على هذه التغييرات الشكلية تغييرات حقيقية، إذ يضمّ الموروث الديني في طياته ما يدعم نمو تيار التسامح والتعايش، في الوقت نفسه يضمّ أيضا نصوصا يمكن تفسيرها بوجوب استمرار العداء الدائم. والحركات الدينية المختلفة تستطيع التركيز على نصوص معيّنة لتعزيز رواياتها، سواء كانت تطالب بالتعايش أو العداء.

وفي الوقت الذي يمكن فيه استغلال الموروث الديني المتنوّع لتعزيز التفاهم والسلام، نجد أن الحركات القومية العروبية “اليسارية”، تركز غالبا على موروث عدائي جامد، يعزز النزاعات والصراعات بدلا من الحلول السلمية.

بين أمينين: ما الخطر الذي شكّله أمين عابد؟

 تواجه “سلطات محلية” اليوم في الداخل الفلسطيني انتقادات شديدة، بسبب تفجيرها لحروب غير محسوبة النتائج، وسياساتها القمعية، وتدهور الأوضاع الإنسانية والاقتصادية. ومع ذلك، تستمر شعبيتها في الارتفاع بين بعض الأوساط العربية، التي تدعمها من أجل نيل عضوية الشريك الفخري في “المقاومة” ضد الاحتلال.

قصة أمين عابد تسلّط الضوء على هذا. فعابد، الناشط المعروف بانتقاداته الحادة للسلطة القائمة في غزة، تم التعامل معه بناءً على السياسات المتبعة في مثل هذه الحالات، فتعرّض لاعتداء بدني شديد، خلّف لديه إصابات مستدامة. وقد أظهرت مثل هذه “السياسات” دائما نجاعتها في القضاء على أي احتمال لحدوث تمرّد، أو حتى بروز أصوات نقدية.

تاريخيًا، لم يكن العنف والقمع غريبين عن الثقافة العربية والإسلامية، فقد صُلب الحلاج بسبب آرائه الصوفية، ونفي ابن رشد، وحُرقت كتبه نتيجة لتفسيراته الفلسفية والدينية. كلاهما يمثلان أمثلة واضحة على قمع الفكر الحر من قبل السلطات الإسلامية. بل كانت هذه الممارسات جزءا من السياق الثقافي الداخلي، وما زالت مستمرة، وليس آخر ضحاياها أمين عابد، الذي نُكِّل به بوحشية بسبب انتقاداته للسلطة في غزة، وعامر حلاوي الذي تعرّض أيضا لاعتداء في لبنان، بسبب انتقاداته للمقاومة هناك.

وعلى النقيض من حركة ” المؤرخين الجدد” الإسرائيلية، وغيرها من إسهامات نقدية، يبقى “النقد” المسموح به لدينا، شبيها بخطاب المسيري ومن في حكمه، وأسيرا للشعارات الجوفاء، التي تتجنّب النظر إلى الداخل.

و بين قصة أمين العابد، وتاريخ الحسيني، وجهود “المؤرخين الجدد”، و”أفكار” عبد الوهاب المسيري؛ تُكشف الحاجة الملحة لحرية التعبير والنقد الذاتي، بوصفها ركائز أساسية للتطور الثقافي والاجتماعي في المنطقة العربية. فبينما تستغل الخطابات الدعائية القوى الخارجية، ذريعة لتبرير وتفسير كل المشكلات الداخلية، ولتعزيز خطاب المظلمة، تذكّرنا قصة أمين العابد وعامر حلاوي بأصداء الماضي البعيد، لتبقى الحقيقة المرة أن جذور مشكلتنا القمعية تكمن فينا، قبل أن يقمعنا الاحتلال والقوى “الإمبريالية”,

ربما كانت المعركة “الحقيقيّة” هي الوصول إلى فضيلة الاعتراف بذلك، وخوض تجربة شبيهة بـ”المؤرخين الجدد” الإسرائيليين، في النظر إلى رواياتنا المتوارثة. أو ربما سنبقى للأبد أسيرين ثنائية شبيهة بثنائية أمين الحسيني، “البطل” الذي أضرّ شعبه ولكن أرضى الآخرين؛ وأمين عابد، “الكاره لذاته”، الذي لا بد من تحطيمه.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.
3.8 6 أصوات
تقييم المقالة
1 تعليق
أقدم
الأحدث الأكثر تقييم
Inline Feedbacks
مشاهدة كل التعليقات
جاك
6 شهور

في عالمنا العربي، التابوهات كثيرة و هي ما تُعيق هذه العملية.