سينما المنتحرين: هل يدفعنا الألم حقاً إلى “المقاومة بالفن”؟

“إن المعاناة مبررة عندما تكون المادة الخام للجمال”
الفيلسوف الفرنسي جان بول سارتر
نقلت وسائل الإعلام العالمية، مطلع العام الحالي 2023، خبر انتحار المخرج والناقد السينمائي الإيراني محسن جعفري راد، البالغ من العمر ستة وثلاثين عاما، بعد إطلاق سراحه من قبل السلطات الإيرانية، التي اعتقلته لأسبوعين، على خلفية مشاركته في أنشطة معارضة للنظام.
وعلى الرغم من أن حادثة الانتحار هذه ليست فريدة من نوعها، إذ سُجلت عدة حالات انتحار بين المعتقلين الإيرانيين السابقين، فإن مخرجا إيرانيا آخر، هو كيومرث بور أحمد، البالغ من العمر أربعة وسبعين عاما، انتحر بعد تلك الواقعة بما لا يزيد عن ثلاثة أشهر، وبدون أن يجرّب مرارة الاعتقال في السجون الإيرانية.
يطرح هذا سؤالا مهما عن مدى تأثّر السينمائيين، والفنانين عموما، بالظروف الاجتماعية والسياسية القاسية، والتي قد تدفعهم لقرارات عنيفة تجاه الذات، مثل الانتحار.
إلا أن كثيرا من السينمائيين حول العالم، أنهوا حياتهم بطريقة مشابهة، في بلدان توصف بالديمقراطية، وبدون أن يتعرّضوا للقمع المباشر، ولعل من أشهرهم مؤخرا، المخرج الفرنسي المعروف جان لوك غودار، الذي اتخذ قرار “الموت الرحيم”، العام الماضي 2022، إثر معاناته مع المرض. ما يدفعنا لطرح الموضوع بشكل أوسع، أي مدى حساسية محترفي الفن للألم، ما يجعلهم أكثر عرضة للانتحار وإنهاء الحياة.
دائما ما اهتم النقاد، وجماهير شتى الفنون، بربط الألم بالإنتاج الفني، فاعتُبر الأول محرّكا للثاني، وفرضت تلك النظرية، أو التهمة نفسها. وكيف لا! فكثير من الفنانين والمفكرين كانوا من أوائل من ساهموا في تشكيل تلك النظرية أصلا. ولكن إذا لم يتألّم الفنان، أو لم يكن حساسا لتلك الدرجة، أمام الأسئلة السياسية والاجتماعية والوجودية، فهل سيقدّم فنا رديئا؟ هل الفن بالفعل نمط من “الحساسية” المفرطة، ام أنه عمل وحرفة وأسلوب؟ هل يمكننا قياس “فنيّة” الفنان بحساسيته، أم بمدى براعته وإتقانه في حرفته؟ أم لا يمكن الفصل أصلا بين الجانبين؟ هذا النوع من الأسئلة ليس جديدا، بل ربما طُرح منذ نشأة الفن نفسه. ولكن هل توجد نظريات، يمكن الاعتداد بها، عن علاقة “الألم”، والحساسية له، بالفن؟
“تتطلب مرحلة خلق شيء ما مقاييس مستحيلة للألم”
المخرج الصيني هو بو
نشرت الكاتبة البريطانية اوليفيا لاينج، كتابا بعنوان: “المدينة المعزولة: مغامرات في فن أن تكون وحيدا”، وهو كتاب عن تجربه عيشها في مدينة نيويورك، ومعاناتها مع شعور الوحدة، ما جعلها تبحث في معاناة كثير من الفنانين، الذين عاشوا في هذه المدينة، مثل الفريد هيتشكوك وإدوارد هوبر.
تنقل لاينج علي إدوارد هوبر، وهو فنان تشكيلي أميركي، لُقّب بـ”رسام الوحدة والاغتراب”، القول: “أنا منعزل تماما، وهو عبء خاص لا يمكن لأي شخص آخر أن يواجهه أو يختبره”.
قد يبدو هذا تفسير معقولا لميل كثير من السينمائيين والفنانين الغربيين للانتحار، إذ أن العزلة، الذي يفرضها العيش في المدن الغربية الكبرى، وتزيدها الحياة في الوسط الفني والثقافي ترسّخا، تجعل الفنانين أكثر اتصالا مع آلامهم الشخصية، وأكثر “ابداعا” بالتالي، وهكذا تتكاثر حوادث الانتحار الشهيرة، مثل انتحار الممثل الكوميدي المعروف روبين ويليامز، ووفاة الممثل هيث ليدغر بجرعة مخدرات زائدة، وقبلها انتحار الأيقونة الأميركية مارلين مونرو.
وإذا اتجهنا إلى أقصى الشرق، ومدنه التي شهدت توسّعا كبيرا في العقود الماضية، فقد أخبر المخرج الصيني “هو بو” صديقه، قبل أيام من انتحاره، أنه يود أن يُنقش علي قبره: “الرجل الأكثر وحدة في العالم”، وعندما حاول الصديق ممازحته، لكسر كآبة هذا الطلب، أكد بو: “ليس هناك الكثير في الحياة حقا”.
هنالك أيضا فنانون لم ينتحروا، ولكنهم يعيشون نمط حياة، قد يجعل من خبر انتحارهم غير مفاجئ. في وصفه لنمط حياة المخرج الدنماركي الشهير لارس فون ترير، يقول زان بروكس، الصحفي في جريدة “غارديان” البريطانية: “يتلمّس كأس الماء الخاص به، كما لو كان يرفع أثاثا ثقيلا. ترتعش يداه، وينحدر الماء. المسعى برمته يكاد يكون مؤلما جدا للمشاهدة. يبلغ فون ترير اثنين وستين عاما فقط، لكنه يتصرّف كرجل في الثمانينات من عمره. ويقول: أنا أعمل على علاج إدماني للكحول، وهو أمر جيد. لقد أمضيت فترة ثمانية أشهر لم أشرب فيها الخمر، وسأعود إلى ذلك مرة أخرى قريبا. فلديّ “أداة”، أي الكحول، أستخدمها عندما يتعيّن عليّ ذلك. وإذا تعرّضت لنوبة قلق شديدة، فهذا هو الشيء الوحيد الذي سيساعدني”.
إلا أن الأمر لا يقتصر على فناني وسينمائي المدن الكبرى في الغرب وأقصى الشرق، فقد رأينا ردود أفعال بعض الإيرانيين، الذين تربوا في مجتمعات متديّنة ومحافظة، وفي مدن لم تتطور فيها النزعة الفردانية كما في المدن الكوزمبولتية الكبرى. أما في العالم العربي، فلدينا مثال رشدي أباظة، “دون جوان السينما المصرية”، الذي حاول الانتحار أكثر من مرة، لإصابته باكتئاب مزمن؛ وكذلك الممثل الشهير أحمد زكي، الذي حاول الانتحار مرتين، الأولى حينما تم رفضه في الفيلم الشهير “الكرنك”، بسبب بشرته السمراء؛ والثانية بعد عشرين عاما، أثناء مشاركته في فيلم “سوّاق الهانم”، عندما علم بخبر وفاة هالة فؤاد، طليقته السابقة، بعد صراع مرير مع السرطان.
كل هذه الوقائع والأمثلة، قد تؤكد الحساسية الخاصة للفنانين والسينمائيين، وارتباط الإنتاج الإبداعي مع الألم، الذي قد يزيد عن حدوده المعقولة أحيانا، فيؤدي بصاحبه لقتل النفس.
إلا أن البعض يجادل بأن حوادث الانتحار تحدث بين كل فئات البشر، الذين يعانون أيضا من الصعوبات الاجتماعية والنفسية، ونحن نسمع بانتحار الفنانين بشكل خاص، لأنهم من المشاهير، بكل بساطة، وهنالك من يهتم بأقوالهم وتصريحاتهم وتعبيراتهم. وكل الأمثلة السابقة، وغيرها، هي فقط أمثلة عن أناس مصابين بالاكتئاب والأمراض النفسية، التي لا يوجد رابط بينها وبين ابداعاتهم، سواء كان رابطا سببيا أو شرطيا.
ربما يجب الاتجاه للفلسفة، لنعرف إن كان ذلك الرابط بين الفن والألم موجودا، أم مجرد هالة زائفة، مما يحب الناس إضفاءه على المشاهير والمبدعين.
“لقد اخترعنا الفن لكي لا نموت من الحقيقة”.
الفيلسوف الألماني فريدرش نيتشه
في الثقافه البوذية هنالك مفهوم شائع ان الحياة هي المعاناة، وهذا ما يتفق مع رأي الفيلسوف الألماني آرتور شوبنهاور، الذي قال: “كل المتعة هي في الواقع سلبية فقط، ولها تأثير فقط في إزالة الألم، في حين أن الألم أو الشر هو العنصر الإيجابي والحقيقي”.
الشيء الوحيد الذي يجب فعله حيال هذا الوضع، وفقا لشوبنهاور، هو الحد من معاناتنا، من خلال الحد من رغباتنا، كما اقترح الرواقيون قبل قرون، فكلما قلّت رغبتنا، قلّت معاناتنا من فقدانها، أو عدم الحصول عليها في المقام الأول. الحياة جحيم، ولكن يمكننا بناء “غرفة مقاومة للحريق” لانتظار انتهاء عذابها. “الاستقالة مثل التركة الموروثة. إنها تحرر صاحبها من كل هم وقلق” يقول شوبنهاور، معتبرا أن خير ما يملأ “الغرفة”، التي تحدّث عنها، الفن الحقيقي، وخاصة الموسيقى، ما يؤمّن استقالة مشرّفة من ألم الحياة.
بينما كان لتلميذه فيريديش نيتشه، والذي ربط الألم بالفنون بدوره، رأي آخر، فقد انتقد شوبنهاور بشدة، لأنه رأى أن أفكاره وصفة عدمية، بالمعنى السيء للمفهوم. وألقى باللوم عليه وعلى أتباعه في انحدار الثقافة الألمانية في أواخر القرن التاسع عشر، إذ نشروا مبادئ الشفقة على الذات والرومانسية، التي أثّرت في الفنون التي عاصرتهم.
لم ينكر نيتشه أن حياة الإنسان مليئة بالمعاناة، بل أيد وصف شوبنهاور لأصول تلك المعاناة، متقبّلا النظرية القائلة بأن البشر، مع وعيهم بالوقت، يواجهون مشهدا وجوديا، يتسم بالألم أكثر من المتعة، وهو أمر لا يمكن لأي علم أو تكنولوجيا تغييره. لكنّ “الغرفة المقاومة للحريق”، التي اقترح شوبنهاور البحث عنها، لمواجهة المعاناة، كانت بالنسبة لنيتشه مهمة حمقاء. فهي تعني حياةً ليست حياة على الإطلاق، يعيشها الناس في إنكار للحالة الإنسانية. لا يجب أن يكون الهدف الاختباء من العالم، بل إيجاد طريقة للعيش فيه، للوصول إلى “الامتنان للوجود”.
يقول نيتشه إنه أخذ آراءه تلك من التراجيديا اليونانية، وأنواع أخرى من الفن الحديث، مثل قصص الأديب الروسي فيدو دوستويفسكي، “الأشياء التي تعرضها قبيحة، لكن عرضها يأتي من استمتاعهم بها. لماذا نستمتع بالأوبرا المأساوية؟ أو القبح الرائع لنحت رودان؟ أو شخصيات دوستويفسكي الرهيبة؟ هل نستمتع، بكل سادية، بمعاناة الآخرين؟”
لا بالتأكيد، يؤكد نيتشه، ما تعّلمنا إياه هذه الأعمال الفنية هو أن الألم والمتعة لا ينبغي عزلهما وقياسهما، كما يريدنا شوبنهاور (أو الفلسفة النفعية) أن نصدّق. كل أفراحنا تتشابك مع معاناتنا بطريقة أعمق. العمق والمعنى يأتي من التغلّب على المعاناة، لا الهرب منها. لا يمكنك أن تعرف الحب حقا دون أن تختبر أولا الوحدة، ولا الجمال دون قبح، ولا الإيمان دون شك. وهذه الآلام تحتاج إلى أن تُحفظ ضمن تلك الملذات، لكي تظل الأخيرة ذات معنى.
ويبقي السؤال: هل يجب أن تتألّم كثيرا كي تصنع فنا جيدا؟ أو هل معيار كونك صادقا، هو تعرّضك لألم قوي، أو “تجربه ذاتية” سيئة مثلا، أثّرت علي كيانك؟
ربما كان الجواب بالنسبة لنيتشه هو العكس تماما، فلكي تصنع فنا جيدا يجب أن تجيد البهجة وتعرفها، وليس الألم، متخذا مثالا عن ذلك شخصية “دون كيخوته” للأديب الإسباني ثربانتس، التي عبّرت عن شخص نشيط وهادف في عالم قاسٍ وعنيف، سعى لتحقيق أهدافه، على الرغم من المعاناة المستمرة، والهزيمة والموت في نهاية المطاف. الرواية، المليئة بالآلام والخيبات، يراها نيتشه “أكثر الكتب بهجة”، ليس لأنها تعلّم التفاؤل، ولكن لأنها تجسّد الموقف الصحيح تجاه تحديات الحياة. مصرا على أن معاصري ثربانتس كانوا على حق في اعتبارها نصا كوميديا، وليس تراجيديا. “لقد ضحكوا على أنفسهم حتى الموت تقريبا بسبب ذلك”، يقول نيتشه.
تظهر لنا الفلسفة الألمانية مواقف متعارضة تجاه الموضوع، إلا أن ما يمكن استخلاصه منها أن الفن قد يمكن أن يرتبط بأي شيء، الألم أو البهجة أو الجنون أو العقلانية. قد تكون المعاناة المادة الخام للخيال، كما يقول سارتر، ولكن الخيال قادر على إيجاد مادته الخام في كثير من الأمور الأخرى.
“العلاج بالفن يساعد على إدارة إدراك الألم”
الطبيب النفسي الأميركي لويس أسكوبار
ظهر في منتصف القرن العشرون تخصص في العلاج النفسي، يدعى بكل صراحة: “العلاج عن طريق الفن”. وقد تأسست “الجمعية الأمريكية للعلاج عن طريق الفن” عام 1960، وتم الاعتراف بها من قبل الجهات الرسمية في الولايات المتحدة، وتهدف إلى “نشر فكرة العلاج النسقي عن طريق الفن” وقد عملت الجمعية على تحقيق هدفها، عن طريق إقناع الجامعات الأميركية بفتح أقسام للدراسات العليا، تدرّس طريقتها العلاجية.
يقول الدكتور لويس إسكوبار، طبيب إدارة الألم في مستشفى “بيمبروك باينز” بولاية فلوريدا الأميركية، إنه “على الرغم من أن صناعة الفن لن تكون قادرة على تعويض الدواء أو العلاج الطبيعي، إلا أنه يمكن استخدامها بوصفها تقنية تكميلية، تساعد على تعديل استجابة الشخص للألم. يعمل هذا النوع من العلاج مثل التأمل، إذ يصرف انتباه الأشخاص عن الألم، وبالتالي يساعد في إدارة القلق والتوتر، الذي يصاحب الألم غالبا. يساعد العلاج بالفن على إدارة إدراك الألم، عن طريق تحريك تركيزك العقلي بعيدا عن التحفيز المؤلم. فهو لا يصرف انتباهك فحسب، بل يعلّمك الاسترخاء ويحسّن مزاجك. ويتوقف الألم في النهاية عن التحكم في حالتك العاطفية”.
يدعم هذا المنظور العلاج دراسة نشرت في عدد شباط/فبراير 2018 من مجلة The Arts in Psychotherapy التخصصية، والتي راقبت حالة ما يقارب مئتي شخص، تم إدخالهم إلى المستشفى بسبب اضطراب طبي أو عملية جراحية. ووجد البحث أن المشاركين، الذين شاركوا في العلاج بالفن، لمدة خمسين دقيقة في المتوسط يوميا، شهدوا تحسّنا ملحوظا في الحالة المزاجية، وانخفضت آلامهم. إضافة إلى ذلك، توفّر العلاجات الفنية فرصة كبيرة لإنشاء هواية تسمح بخلق شيء جديد وفريد من نوعه، وقد تصبح شكلا من أشكال التعبير عن الذات، وعملا إبداعيا مناقضا للألم، بحسب ما تؤكد الدراسة.
يشير هذا إلى خلاف ما هو دارج حول علاقة الألم بالفن، فالأخير، بما ينتجه من “حساسية”، قد يكون له دور في تخفيف الألم، وليس العكس، كما أنه مرتبط بالاسترخاء والفرح وليس التوتر والحزن، وذلك بناء على الملاحظة التجريبية. رغم ذلك يؤكد الدكتور أسكوبار أن هنالك “فروقا كبيرة بين الفن الذي ينتجه فنان، أو أي شخص تحت تأثير الألم، و”العلاج بالفن”، بوصفه احد فروع الطب النفسي الحديث، علي الرغم من أن كليهما ينتجان فنا، لأن العلاج بالفن في النهاية يحاول احتواء الألم وإدارته، حتي لا تتفاقم الأمور في ذهن المريض”.
بالمحصّلة، تبدو العلاقة بين الألم والفنون ملتبسة وشديدة التعقيد، إلا أنها بالتأكيد ليست علاقة شرطية أو سببية بشكل صريح، وهنالك عديد من النماذج الشهيرة لفنانين، لم يمروا باكتئاب مرضي شديد، ولم يكونوا مدمنين للمخدرات والكحول، أي أنهم لم يدفعوا تلك “الضريبة”، لكي ينتجوا فنا جيدا.
ربما كان يجب البحث عن سبب انتحار السينمائيين والفنانين المشاهير بعيدا عن “روح الفن” المعذّبة أو المجنونة، أو فلسفات التشاؤم والتفاؤل، وذلك، إضافة لدقّته النظرية والعلمية والفلسفية، بل حتى الإبداعية، له أهمية اجتماعية ونفسية كبيرة، إذ يمنع إضفاء الهالة الرومانسية على المرض النفسي والمعاناة الاجتماعية. يمكن للمرء بالتأكيد أن يواجه الحياة، ويحاول تغيير شرطه الاجتماعي والسياسي، بل حتى أن يكون مبدعا، بدون أن ينحدر في طريق تدمير الذات. كما أن منتجي الثقافة هم بالنهاية بشر مثلنا، يمرون بكل أطوارنا النفسية، وليس اكتئابهم بالضرورة علامة على التميّز أو الذكاء أو الفرادة. بل قد يكون الألم، في كثير من الأحيان، عائقا ضد الإبداع.
هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.